الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 25 سبتمبر 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هزيمة الجبار
«رَكَضَ دَاوُدُ وَوَقَفَ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّ وَأَخَذَ سَيْفَهُ وَاخْتَرَطَهُ مِنْ غِمْدِهِ وَقَتَلَهُ وَقَطَعَ بِهِ رَأْسَهُ» ( 1صموئيل 17: 51 )
درَّب الربّ داود في السرّ للخدمة التي دعاه إليها، وها هو الآن يُظهره علانية، وهو مستعد للمعركة مع جليات الجبار. ولكي يؤكِّد داود أنَّ قوَّته هي في الربّ، حكى لشاول اختبار جاز فيه في "مدرسة البريَّة". لقد قتل، دون أن يشاهده أحد، أسدًا ودبًّا، وخلَّص شاة منهما. وهذا يذكِّرنا براعٍ آخر، بذل نفسه لأجل خرافه، وخلَّصها من عدو قاس ( يو 10: 11 ، 28؛ 17: 12؛ 18: 8). كم هو ثمين قيمة الخروف الواحد، في عيني ذلك الراعي الصالح!

لقد كان البطل الذي أرسله الإسرائيليون لمنازلة الجبار، غلامًا بدون سلاح، معه في يده عصًا ومقلاع الراعي! لقد تفرَّس جليات في ذلك الخصم البائس من الرأس إلى القدم مُعتبرًا أنَّه غير لائق بمواجهته، ثم سخر منه بكبرياء وغرور. لكن داود لم ينزعج، وقد سجَّل فيما بعد قائلاً: «اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟» ( مز 27: 1 ). وبمهارة لا تخطئ رمى داود حجرًا ارتزَّ في جبهة العملاق، فسقط على وجهه إلى الأرض. وفي الحال ركض داود وقطع رأس جليات بسيف جليات! وحينئذ تصاعدت هتافات النصرة في محلَّة الإسرائيليِّين، بينما سادَت الفوضى، وعمّ الفزع بين الفلسطينيِّين.

يا له من مشهد رائع، يُوضِّح لنا قوة الإيمان الذي يُمكِّن المؤمن من كسب انتصارات مماثلة، عندما يكون على ركبتيه! لكن هناك معنى أكثر عمقًا. فنحن نرى في نُصرة داود على جليات، صورة رمزيَّة لنصرة الربّ يسوع على الشيطان «لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ» ( عب 2: 14 ). إنَّها النصرة التي تمَّت في الصليب، والتي هي الموضوع الرئيس للتسبيح الأبدي.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net