القرع على الباب يتضمن ثلاثة أمور: (1) القرَعات تُعلن عن وجود شخص في الخارج يُعلن عن رغبته في الدخول. (2) الاعتراف بحق مَن في الداخل، وحريته في أن يفتح أو لا يفتح الباب بعد أن يسمع صوت القرَعات. (3) الذي يقرَع لا يريد أن يدخل بالقوة، وإذا رفض مَن بالداخل أن يفتح بعد سماعه صوت القرَعات، سيتحول ويمضي في طريقه، على أن يتحمل الذي بالداخل مسؤولية رفضه.
عزيزي: إن المسيح - رغم اقتراب الدينونة - يقف الآن على باب قلبك قارعًا لكي تفتح له مُرحبًا، وإن رفضت أن تفتح فعليك وحدك مسؤولية الرفض، وستبقى كما أنت "الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ" ( رؤ 3: 17 ).
"إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ" ... أي أن الحرية مكفولة لك بالكامل لتأخذ قرارك بمفردك وفي هدوء، لا إجبار ولا إكراه. إن صوته الرقيق المنخفض الذي تسمعه في كل رسالة من رسائل الإنجيل، صوت يمنح الحياة للأموات بالذنوب والخطايا "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ" ( يو 5: 24 ). فأن تفتح الباب يا عزيزي فهذا معناه أن تثق فيه، وترحب به، وتقبله ربًا ومخلِّصًا لحياتك.
"أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي" ... عندما كان خارجًا كان يتصرف كالضيف، لكن بعد أن ترحب به يصبح هو صاحب المكان، صاحب المبادرة، صاحب العشاء، صاحب الأشواق الأولى.
إنه - تبارك اسمه - لم ولن يقتحم إرادتك، وهو يريد أن يدخل قلبك، لا ليسلبك ما عندك، بل ليُغنيك ويسترك ويُنير بصيرتك، وكل هذا في جو العِشرة الحلوة معه. ليتك تقتنع برسالته، وتتجاوب مع قرعاته، فتفتح له قلبك دون تردد أو تأجيل!