في جامعة 12: 2-7 نجد استعارات في منتهى البلاغة أولاً عن الشيخوخة، ثم عن الموت، فيقول الجامعة:
"قَبْلَ مَا تَظْلُمُ الشَّمْسُ وَالنُّورُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ"، صورة لضياع البهجة. "وَتَرْجِعُ السُّحُبُ بَعْدَ الْمَطَرِ"، صورة للأحزان التي تتوالي في الشيخوخة، وما أن تمضي حتى تعود من جديد. "فِي يَوْمٍ يَتَزَعْزَعُ فِيهِ حَفَظَةُ الْبَيْتِ"، صورة لرعشة اليدين. "وَتَتَلَوَّى رِجَالُ الْقُوَّةِ"، تشير إلى تقوس الأرجل وهشاشة العظام. "وَتَبْطُلُ الطَّوَاحِنُ لأَنَّهَا قَلَّتْ": صورة لتساقط الأسنان. "وَتُظْلِمُ النَّوَاظِرُ مِنَ الشَّبَابِيكِ"، صورة لضعف العيون. "وَتُغْلَقُ الأَبْوَابُ فِي السُّوقِ"، صورة لضعف السمع. "حِينَ يَنْخَفِضُ صَوْتُ الْمِطْحَنَةِ"، انعدام الرغبة في الكلام. "وَيَقُومُ لِصَوْتِ الْعُصْفُورِ"، الاستيقاظ المبكر بلا داع، وقلة النوم. "وَتُحَطُّ كُلُّ بَنَاتِ الْغِنَاءِ"، ارتخاء الأحبال الصوتية وحشرجة الصوت. "وَأَيْضًا يَخَافُونَ مِنَ الْعَالِي"، عدم الرغبة في المغامرات. "وَفِي الطَّرِيقِ أَهْوَالٌ"، عدم الرغبة للخروج من البيت. "وَاللَّوْزُ يُزْهِرُ"، شيب الشعر. "وَالْجُنْدُبُ (الجراد) يُسْتَثْقَلُ": ضعف القوة العامة. "وَالشَّهْوَةُ تَبْطُلُ"، بمعنى أنه ما عاد للشخص مزاج لأي شيء. "لأَنَّ الإِنْسَانَ ذَاهِبٌ إِلَى بَيْتِهِ الأَبَدِيّ"، يقصد القبر، حيث لم يكن يعرف سليمان أكثر من ذلك.
ثم يستطرد الجامعة لوصف نهاية الإنسان فيقول: "قَبْلَ مَا يَنْفَصِمُ حَبْلُ الْفِضَّةِ": الذي هو الحبل الشوكي. "أَوْ يَنْسَحِقُ كُوزُ الذَّهَبِ": أي الجمجمة وفيها الدماغ (المخ). "أَوْ تَنْكَسِرُ الْجَرَّةُ عَلَى الْعَيْنِ": صورة لتوقف القلب. "أَوْ تَنْقَصِفُ الْبَكَرَةُ عِنْدَ الْبِئْرِ": صورة لتوقف الدورة الدموية. "فَيَرْجِعُ التُّرَابُ إِلَى الأَرْضِ كَمَا كَانَ"، "لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ" ( تك 3: 19 )، "وَتَرْجِعُ الرُّوحُ إِلَى اللَّهِ الَّذِي أَعْطَاهَا".