تُومَا هو أحد الرُّسُل الاثني عشر، ومعنى اسمه "التوأم"، ويرد ذكره في الكتاب المقدس 12 مرة. وقد ذكره كل مِن متى ومرقس ولوقا في قائمة الرُّسُل فقط ( مت 10: 3 ( يو 11: 16 ( أع 1: 13 ). ولكن يوحنا هو المعني بتفاعلات تُومَا ومواقفه، وهكذا يُسجّل لنا خمسة مواقف عنه (يو11: 16؛ 14: 5؛ 20: 24، 26، 27، 28، 29؛ 21: 2). وفي الأصحاح الأول من سفر الأعمال، نراه في الْعِلِّيَّةِ، مع باقي الرُّسُل ومَعَ النِّسَاءِ، وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ، وَمَعَ إِخْوَة الرب، في اجتماع صلاة استمر عشرة أيام، في انتظار مجيء الروح القدس (أع1: 13، 14).
وإذا تتبعنا تاريخ تُومَا، فسيلفت النظر بشدة أنه كان في تذبذب شديد! فمن أول مرة ذُكرت عنه، نعرف أن الرب دعاه رسولاً ( مت 10: 3 ( مت 10: 1 ؛ لو6: 15)، وهكذا فإنه تمتع - مثل باقي التلاميذ - بسلطان عظيم، وانتعش برسالة الملكوت التي كرز بها. واختبر خضوع الشياطين، فاستطاع أن يُخرجها بسلطان عظيم، وشفى كثيرين بموهبة الشفاء التي أُعطيت له (مت10: 1-8؛ مر3: 13، 14؛ 6: 7-13؛ لو9: 1-6).
والموقف الأول له كان عندما أخبر الرب تلاميذه بموت لعازر، وأنه مُزمع أن يذهب إلى اليهودية ليُقيمه. وإذ عرف التلاميذ موقف اليهود حيال الرب، وخشوا أن يُلقوا عليه القبض، ويقتلوه "قَالَ تُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ لِلتَّلاَمِيذِ رُفَقَائِهِ: لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضًا لِكَيْ نَمُوتَ مَعَهُ!" ( يو 11: 16 ). كان كمن يقول: "لنذهب نحن أيضًا مع الرب، حتى لو كان ذلك يُكلّفنا حياتنا". وهنا نتقابل مع تُومَا الغيور المُخلِص، العميق الوفاء والإخلاص، الذي أحب سَيِّده حتى الموت، وهو على استعداد كامل أن يموت معه، ومن أجله. إنه يُقدِّم لنا صورة للمؤمن الصحيح في مشاعره تجاه الرب، وإن كان في الوقت نفسه يشوبه ميل إلى التشاؤم، من الأمور المتوَّقعة، والتي لن تحدث قط.