الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 17 أكتوبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَيْقَظُوهُ!
" فَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَأَيْقَظُوهُ قَائِلِينَ: يَا سَيِّدُ، نَجِّنَا فَإِنَّنَا نَهْلِكُ!" ( متى 8: 25 )
في معجزة إسكات عاصفة البحر، لا نرى قدرة المسيح وسلطانه فقط، ولكن نلمس فيها أيضًا حبه وحنانه. لم تستطع الزوبعة المخيفة أن توقظه، وكل ضجيج البحر لم يؤثر على نومه. ولكن بمجرد أن صرخ تلاميذه إليه فإنه قام. شبَّه أحد الأفاضل ذلك المشهد بالأم التي تنام بعمق في القطار، رغم صفير القطار وضوضائه، وهي تخلد لنوم لذيذ، لكن مع أول تنهيدة من طفلها الذي تحمله في حضنها، فإنها تقوم لترى ماذا دهاه. مجدًا له، إنه يسمع صراخ خائفيه. وهو لا يمكن أن يهدأ، بينما تلاميذه في اضطراب أشد من اضطراب البحر.

الدرس الأدبي: إن اختبار التلاميذ هنا يُصوِّر لنا من الناحية الروحية كل ظرف عصيب نجتاز فيه، وكل تجربة قاسية يسمح الله لنا بها. لكن ما أعظم مراحم الرب من نحونا ونحن في هذه الحال! يقول المرنم: "لَوْلاَ الرَّبُّ الَّذِي كَانَ لَنَا عِنْدَ مَا قَامَ النَّاسُ عَلَيْنَا، إِذًا لاَبْتَلَعُونَا أَحْيَاءً عِنْدَ احْتِمَاءِ غَضَبِهِمْ عَلَيْنَا، إِذًا لَجَرَفَتْنَا الْمِيَاهُ، لَعَبَرَ السَّيْلُ عَلَى أَنْفُسِنَا. إِذًا لَعَبَرَتْ عَلَى أَنْفُسِنَا الْمِيَاهُ الطَّامِيَةُ" ( مز 124: 2 -5). ولقد قال الرب لشعبه أيضًا: "لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي. إِذَا اجْتَزْتَ فِي الْمِيَاهِ فَأَنَا مَعَكَ، وَفِي الأَنْهَارِ فَلاَ تَغْمُرُكَ ... إِذْ صِرْتَ عَزِيزًا فِي عَيْنَيَّ مُكَرَّمًا، وَأَنَا قَدْ أَحْبَبْتُكَ ... لاَ تَخَفْ فَإِنِّي مَعَكَ." ( إش 43: 1 -5).

إننا نعيش في عالم مضطرب، والأشرار يُحيطوننا من كل جانب، وعلى الذين يُبحرون مع المسيح في بحر هذا العالم، قاصدين السماء ألاَّ يتوقعوا رحلة سهلة، لكن سلامة الوصول مضمونة. وقد يبدو الرب أحيانًا كأنه نائم لا يُبالي، ولكنه معنا، ولذلك فلا مبرر للخوف.

فِي وَسَطِ الْخَوْفِ الْعَظِيمْ نُهْدِي لَكَ السُّجُودْ

نَذْكُرُ فَضْلَكَ الْقَدِيمْ لأَنَّهُ يَعُودْ

يوسف رياض
 
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net