الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 21 أكتوبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مع المسيح المُصلِّي
"وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي صَارَتْ هَيْئَةُ وَجْهِهِ مُتَغَيِّرَةً، وَلِبَاسُهُ مُبْيَضًّا لاَمِعًا" ( لوقا 9: 29 )
عندما ندخل إلى مشهد التجلي، فإننا نتواجه مع سر مقدس. فإن كل ثقل المجد الأبدي مقدّم لإنسان يصلي "وَفِيمَا هُوَ يُصَلِّي صَارَتْ هَيْئَةُ وَجْهِهِ مُتَغَيِّرَةً، وَلِبَاسُهُ مُبْيَضًّا لاَمِعًا". إن أحزان الأرض تعود في الأساس إلى عصيان واستقلال إنسان واحد، وأمجاد العالم الآتي تبدأ بطاعة واستناد إنسان واحد. وأمجاد السماء الآتية تتركز وتدور حول إنسان مُصلي على الأرض. وبسرور عظيم نتفرس في الرب المُصلي، وقد سُمح لنا أن نرى الإنسان المُصلي يتغير إلى الإنسان المُمَجَّد. عندما صار الإنسان مستقلاً عن الله، فقد كفّ عن تمجيد الله، وأصبح إنساناً بلا كرامة. وهنا نرى الشخص المُستند على الله، والمُمجِّد له، أنه هو بنفسه قد تمجّد. ويُذكرنا بطرس بأن مجد الإنسان على الأرض مثل زهر الحقل الذي يذبل، أما على الجبل فمع بطرس نجد منظر المجد الذي لا يغيب. نرى عظمته ومجده.

ولكن على الجبل تنكشف مشاهد أخرى مباركة، فهي لا تُخبرنا فقط بأننا سنرى مجده، ولكننا سنشارك فيها كذلك. إننا لن نصبح مسرورين بما سنشاهده فحسب، بل سيكون لنا امتياز المشاركة فيه. ولذلك نقرأ "وَإِذَا رَجُلاَنِ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ". إن قلبًا مغمورًا بالأشواق العميقة، لا تُشبعه مجرد مشاهدة المجد الذي لا يوصف، ولا يكفيه مجرد مشاركة جزئية في مجد المسيح وهو غائب عنا. ولذلك فإن النعمة التي تقود للمجد، هي التي تجعلنا ننظر المجد، بل نُشارك فيه، بل ونُشاركه معه.

وفضلاً عن ذلك، فإن الجبل يُخبرنا عن حقيقة مباركة أخرى، بأننا لن نكون معه فحسب، بل سنُصبح أيضاً مثله. ولذلك لا نقرأ أن موسى وإيليا ظهرا معه فقط، ولكنهما "ظَهَرَا بِمَجْدٍ". إننا نرى المجد، ونُشارك فيه، بل سنتأهل للمجد. إنه لم يُظْهَر لنا بعد ونحن على الأرض ماذا سنكون، ولكن على الجبل نرى لمحة لما سنكون عليه عندما يُظهر. إننا سنكون مثله لأننا سنراه كما هو ( 1يو 3: 2 ).

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net