الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 27 أكتوبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ
"يَا بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ" ( مرقس 2: 5 )
في مرقس 2: 1-12 نرى عملاً من أعمال القوة حدث في بيت خاص. وفي هذه المرة نرى إيمانًا قويًا يظهر في المشهد. وما يلفت النظر أنه إيمان من جانب أصدقاء المريض، وليس من جانب المريض نفسه. كان الرب مرة ثانية "يُخَاطِبُهُمْ بِالْكَلِمَةِ". هذه كانت خدمته الأساسية، أما أعمال الشفاء فكانت عملاً ثانويًا عارضًا. وكان لدى أصدقاء المريض الأربعة إيمان من النوع الذي يهزأ بالمستحيلات، ويقول: "سيتم"، وقد رأى يسوع هذا الإيمان. وقد تعامل الرب في الحال مع الجانب الروحي من الموضوع، مانحًا الرجل المفلوج غفرانًا لخطاياه. كان هذا تجديفًا في منطق الكتبة الحاضرين. كانوا على حق في تفكيرهم أن لا أحد يستطيع أن يغفر الخطايا إلا الله (ع7)، ولكنهم كانوا مُخطئين تمامًا في عدم يقينهم أن الله كان موجودًا وسطهم، ويتكلَّم في ابن الإنسان. لقد كان ابن الإنسان على الأرض، وعلى الأرض كان له سلطان أن يغفر الخطايا.

إلا أن غفران الخطايا ليس شيئًا يمكن أن تراه عيون الناس، بل يجب أن يُقبَل بالإيمان بكلمة الله. أما الشفاء الفوري لحالة متدهورة من الضعف البشري، فيمكن لعيون الناس أن تراه، وقد قام الرب بإجراء هذه المعجزة. لم يكن في استطاعتهم أن يخلِّصوا الرجل من قبضة المرض، ولا أن يغفروا خطاياه، ولكن الرب يسوع استطاع أن يفعل الأمرين. لقد فعل الاثنين، مُستخدمًا المعجزة في الجسد دليلاً على إتمام المعجزة في الروح. والمعجزة الروحية كانت الأساس، أما المعجزة الجسدية فكانت ثانوية فقط.

وهنا كانت المعجزة فورية وكاملة. فالرجل الذي كان عاجزًا تمامًا عن الحركة "قَامَ لِلْوَقْتِ وَحَمَلَ السَّرِيرَ وَخَرَجَ قُدَّامَ الْكُلِّ، حَتَّى بُهِتَ الْجَمِيعُ، وَمَجَّدُوا اللَّهَ" (ع12). لقد أمر الرب، ولم يكن في استطاعة الرجل إلا أن يُطيع، لأن القدرة خرجت مع الأمر.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net