الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 5 أكتوبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مُوسَى حَلِيمٌ جِدًّا
"أَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ" ( عدد 12: 3 )
ربما كانت أميز لحظات حِلْم موسى هى رد فعله لتحدى أخته الكبرى مريم وأخيه هارون له ( عد 12: 1 -15). إن سخطهما كان زعمًا بسبب زواج موسى بامرأة كوشية. ولكنهما بلا شك حسدا موسى على مكانته كقائد لشعب الرب؛ فكانت غيرتهما من أخيهما الأصغر وراء هذا "فَقَالاَ: هَلْ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَحْدَهُ؟ أَلَمْ يُكَلِّمْنَا نَحْنُ أَيْضًا؟". ومن اللافت للنظر أننا نقرأ "فَسَمِعَ الرَّبُّ"؛ وهو يفعل دائمًا. فلا فشل من جانبنا مهما بدا صغيرًا لا يلحظه، ولا شيء يفوته أو يهرب من اهتمامه "لأَنَّ عَيْنَيِ الرَّبِّ تَجُولاَنِ فِي كُلِّ الأَرْضِ" ( 2أخ 16: 9 ).

وللعجب لم يحاول موسى أن يدافع عن نفسه، ولم يقل كلمة ليُبرِّر أفعاله. هذه هى العظمة الحقيقية، والحِلْم في ذروته. فما أسهل أن نندفع للدفاع عن أنفسنا، من نقد الآخرين غير العادل وغير المقبول. يا ليتنا نستطيع أن نأخذ مثل هذا الوضع المتضع الذي أخذه موسى.

بتصرف مذهل مليء بالرحمة صار موسى الذي انتقدته مريم بدون وجه حق، صار هو من يطلب لأجلها لتُشفى من البرص الذي أصابها كقضاء من الرب عليها. لقد تنفس ذات روح الرب يسوع الذي صلى من أجل مضطهديه: "يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ" ( لو 23: 34 ). لكن فوق الكل كان ربنا "وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ" ( مت 11: 29 )، لم يهاجم مقاوميه قط، ولم يرد عليهم إهاناتهم ولا حتى قام بدور المدافع عن نفسه: "الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا، وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْل" ( 1بط 2: 23 ). إنه النموذج الكامل لنا اليوم. هل يستحيل هذا؟ ربما، لكن بكل تأكيد هو أمر لا بد أن نهدف إليه جميعًا.

إيان ليفنجستون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net