الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 4 أكتوبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خَلَاص رَئِيس العَشَّارِينَ
"ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ" ( لوقا 19: 10 )
في أريحا خَلَّصَ الرب شحاذًا ( لو 18: 35 -43)، وخَلَّصَ أيضًا رجلاً غنيًا ( لو 19: 1 -10). وبدأ بالشحاذ! وبالنسبة لزكا كانت هناك مشكلتان أعاقتاه عن أن يرى يسوع. فهو كان قصيرًا، وكان جمع يزحم الرب يسوع. فركض ليكون في مقدمة المسيرة، وصعد على شجرة، غير مبالٍ بما يقوله الناس عنه، وبذلك تغلب على الصعوبات التي واجهته بسبب أشواقه الصادقة ( لو 16: 16 )، فنال البركة. وكما سمع الرب صراخ الشحاذ الأعمى رغم ضوضاء الطريق، علم أيضًا أشواق قلب زكا رغم الجمع الذي يزحمه. وكلاهما نال استجابة فورية.

لكي يلتقي زكا بالمسيح ارتقى الشجرة، ولكن لكي يلتقي المسيح بزكا وبكل واحد منا، كان يجب أن يرتقي الصليب، حيث يدفع عقوبة خطايانا بالكامل، فالصليب هو المكان الوحيد الذي يمكن للإنسان الخاطئ أن يلتقي بالله المخلص.

تَصَوَّر مقدار الارتباك الذي أصاب زكا، والفرحة التي غمرته، عندما سمع اسمه على لسان الرب وهو يناديه، وكلل سعادته قول الرب له: "يَنْبَغِي أَنْ أَمْكُثَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِكَ". والخلاص مع أنه بالنعمة وبالمجان، لكن له ثماره ونتائجه. فما عاد زكا عبدًا للمال، كل همه كيف يجمعه، بل كيف يستخدمه "لاَ يَسْرِقِ السَّارِقُ فِي مَا بَعْدُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ يَتْعَبُ عَامِلاً الصَّالِحَ بِيَدَيْهِ، لِيَكُونَ لَهُ أَنْ يُعْطِيَ مَنْ لَهُ احْتِيَاجٌ" ( أف 4: 28 ). وكانت أروع عبارة في القصة هي تلك التي قالها المسيح، وتُعْتَبر مفتاحًا للإنجيل كله: "ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ" (ع10).

عزيزي: إن الرب يسوع يمر بكل واحد منا اليوم حاملاً الخلاص (ع9)، فلا تسمح لأي شيء أن يمنعك من رؤيته: لا نقص إمكانياتك الطبيعية، ولا صُوَر التدين الكاذب، الذي قد يعمل مثل الجمع فيمنعك من رؤية المخلص والالتقاء به، ولا الخوف مما قد يقوله الناس عنا. الرب يناديك باسمك. فهل تتركه يَمُرُّ عليك بدون مبالاة؟!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net