الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 8 أكتوبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إكليل الشوك
"وَضَفَرَ الْعَسْكَرُ إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ" ( يوحنا 19: 2 )
كلنا نعرف وخز الشوك، ومعرفتنا هذه تُقرِّب إلينا آلام السَيِّد الرب في هذه المناسبة. لكن وقع هذه الوخزات لم يكن هو الذي يستحوذ على الذهن المسيحي كلما تصوَّر إكليل الشوك، بل معناها. فإن آدم وحواء عندما طُردا مِن الجنة، كان من نصيبهما أن تُنتج الأرض لهما شوكًا وحسكًا. والشوك والحسك علامة اللعنة؛ علامة الطرد من محضر الله، وعلامة كل ما يترتب على هذا الطرد من حزن وبؤس وحرمان. أَو ليست الشوكة وهي تكمن خلف الورقة أو الزهرة على استعداد لأن تمزق اليد التي تمتد، أو ثوب من يقترب. نقول أن هذه الشوكة ألا تُمثل هذا الجانب المُتعِب المُؤلم والمُضني من هذه الحياة المليئة بنتائج الخطية بصورة أو بأخرى؟ إنها تُمثل وجه الاهتمام والضيق والآلام والمرض والموت. وبالاختصار هي تُشير إلى اللعنة. غير أن رسالة المسيح في هذه الحياة هي احتمال هذه اللعنة. ولما تحملها على رأسه الكريم رفعها عنا؛ وهو حَمَلَ خطايانا، وتحمَلَ أوجاعنا وآلامنا.

وما فعله العسكر الرومان في جهلهم وشرهم، له مطابقة رمزية مع أفكار الله. وكانت الحكمة الإلهية تُخرج من أخطائهم ما يُتمّم مقاصده. ولم يزل إكليل الشوك الذي وُضع على رأس الفادي، بقصد تحقيره، أغلى قلادة كريمة وأكرم حلية تُوّجت بها طاعته.

ونجد في إكليل الشوك درس الصبر على الآلام. وقديسون كثيرون احتملوا بصبر قسوة المرض والألم، لأنهم علَّقوا أبصارهم وشغلوا أذهانهم بصبر المسيح على وخزات الشوك. وآخرون استهانوا بالتعييرات أو المخاطر، واستخفوا بالخسائر المادية أو التضحيات الجسمانية، في سبيل إيمانهم المسيحي، لأنهم رأوا في سَيِّدهم المتألم مثالاً لهم. وإذا كان إكليل الشوك على جبين المسيح هو إكليل العار في أعين الناس، فلنثق أن كل شوكة يُقسم لنا أن نتحملها، لا بد ستبدو في يوم مِن الأيام زينة مجيدة على رؤوسنا.

جيمس ستوكر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net