الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 10 نوفمبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مَنْ يُؤمِن يَرَى
"أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ؟" ( يوحنا 11: 40 )
"أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ؟"؛ هذا هو الترتيب الإلهي، فالناس يقولون: مَنْ يرى يؤمن، ولكن في ملكوت الله: مَنْ يؤمن يرى. ولماذا لم يرَ إنسان من ذلك الجيل الشرير، الأرض الجيدة؟ السبب في ذلك لأنهم لم يؤمنوا بالرب إلههم. ومن الجهة الأخرى، لماذا سمح الله لكَالِب بْنَ يَفُنَّةَ أن يرى وأن يمتلك الأرض؟ ما ذلك إلا لأنه آمن ( تث 1: 35 ، 36). فعدم الإيمان دائمًا أبدًا هو أكبر معطل في طريق رؤية مجد الله "وَلَمْ يَصْنَعْ هُنَاكَ قُوَّاتٍ كَثِيرَةً لِعَدَمِ إِيمَانِهِمْ" ( مت 13: 58 ).

وهكذا الحال مع شعب الله الآن، فلا توجد حدود ولا قيود للبركة التي يجوز له أن يتمتع بها فيما لو استند بكُلياته وجزئياته على الإله الحي "كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ" ( مر 9: 23 ). ويستحيل أن يقول الله لأي مؤمن: "قد عظّمت الطلب أو طلبت أكثر من اللازم، أو أنت تتوقع وتنتظر فوق ما يلزم"، نعم، يستحيل ذلك لأن قلبه المُحب يفرح بإجابة أعظم الأماني وأكبر الطلبات ما دامت مقترنة بالإيمان.

فلنطلب إذًا ولنطلب أكثر كثيرًا مما اعتدنا "أَفْغِرْ فَاكَ فَأَمْلأَهُ" ( مز 81: 10 ). ومعنى هذا أن أبواب كنوز السماء التي لا تفرغ، مفتوحة على مصراعيها للمؤمن "كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ" ( مت 21: 22 ). فالإيمان هو سر المسألة كلها والينبوع الرئيسي للحياة المسيحية من الأول للآخر. والإيمان لا يرتاب البتة ولا يتردد قط. ولأن عديم الإيمان دائمًا مرتاب، لهذا يستحيل أن يرى مجد الله وأن يرى قدرته تعالى، وهو أصم عن أن يسمع صوته، وأعمى فلا يبصر أعماله، وقلبه مثقل ويداه مرتعشتان. وبالاختصار طريقه مُظلم، وفي كل طريقه موانع ومعطلات للنجاح، ولا نستطيع أن نتصور مقدار البركة والامتياز والقوة والخير الذي حُرمنا منها مرارًا بسبب عدم إيماننا أو ضعف إيماننا في أوقات كثيرة.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net