الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 9 نوفمبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ألِيمَالِكُ فِي مُوآبَ
"ذَهَبَ رَجُلٌ مِنْ بَيْتِ لَحْمِ يَهُوذَا لِيَتَغَرَّبَ فِي بِلاَدِ مُوآبَ" ( راعوث 1: 1 )
عندما أخذ أليمالك زوجته وأولاده وخرجوا إلى أرض موآب، كان اتجاههم الجغرافي عكس الاتجاه الذي سلكه الشعب للدخول إلى أرض الموعد، التي تُشير إلى السماويات حيث دائرة التمتع بالبركات الروحية، فقد عبر أليمالك وعائلته الأردن، ولكن في الاتجاه المعاكس، من الغرب إلى الشرق، وأول محطة واجهتهم كانت موآب.

ومَن هو موآب، وما هو أصله؟ القصة مُدوَّنة في تكوين 19 وهي قصة مُخزية ومُحزنة، ولكن نعرف أن ابنة لوط الكبيرة أنجبت موآب، والصغيرة أنجبت عمّون. ومعنى اسم موآب: "مثل أبيه". أي أن موآب مثل لوط الذي يبحث عن الجنّة الخضراء. ترك لوط إبراهيم - الرجل السماوي - ليبحث عن الجنّة الخضراء في سدوم، وهناك لم يكن له شهادة! ومؤمن بلا شهادة، لا لزوم لحياته.

ومعنى اسم "لوط" هو "غطاء"، وقد عاش هكذا، حياته وأموره مُغطّاة بلا شهادة بلا نور وبلا ثمر، وفي النهاية انتهت حياته في المغارة تحت الغطاء بلا قيمة ولا نفع. فلنحذر من ترك المكان السماوي الذي فيه نحتاج إلى المطر النازل من فوق، ونفتكر في الأرضيات.

وفي قصتنا هذه كأننا نسمع أليمالك يقول لنعمي: لماذا نظل هنا في هذه الأرض التي تُمطر أحيانًا وتمنع أحيانًا أخرى؟ من الأفضل أن نذهب إلى أرض موآب. لكن هل كانت موآب هي الأفضل؟ وهل وجدوا هناك راحتهم المنشودة؟ كلا. لنتذكر أنه من الأفضل جدًا أن نُوجد في المكان الذي فيه نستطيع أن نستمد موارد النعمة من فوق، ولو مع الجوع، عن التواجد في أماكن تفتقر إلى هذا الامتياز، ولو كان فيها شبع.

ليت الرب يمنحنا هذه النعمة؛ نعمة الهدوء والخضوع والصبر، والتمسّك بأماكننا، منتظرين الموارد الإلهية، غير باحثين عن أية حلول أخرى بعيدًا عن الرب.

نبيه إسحق
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net