الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 15 نوفمبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ظَلاَمٌ دَامِسٌ
"فَكَانَ ظَلاَمٌ دَامِسٌ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ" ( خروج 10: 22 )
الظلمة هي واحدة من الآيات التي صاحبت الصليب وارتبطت بموت المسيح ( مت 27: 45 ، 46). وكانت هذه الظلمة رمزًا وصورة للدينونة المصبوبة على "حامل الخطايا"، وشهادة لآلام المسيح غير الظاهرة في موته الكفاري. كما أن ظلمة الجلجثة تُعبِّر عن ظلام المصير التعس لكل مَنْ يرفض ابن الله. وصرخة المسيح، إذ تركه الله، تصوِّر رُعب اليأس الأبدي الذي ينتظر كل من يرفض خلاصًا هذا مقداره أعدَّه المسيح في الجلجثة. فكل مَنْ يرفض المسيح سوف يطويه ظلام رهيب "فِي الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ".

وعلى العكس من ذلك، فإنه بالنسبة للمؤمنين، عَبَرت الظلمة برعبها على بديلهم الكريم، والنور الحقيقي الآن يضيء. وسبيلنا كنورِ مُشرق، يتزايد وينير إلى النهار الكامل. ولكن كيف تغيَّر الحال وتبدّل المشهد معنا نحن المؤمنين؟! في خروج10: 21-23 نقرأ عن ظلام دامس في كل أرض مصر ثلاثة أيام، ولكن جميع بني إسرائيل كان لهم نورٌ في مساكنهم. فدعونا نتساءل: كيف ولماذا ميَّز الرب بين الذين هم شعبه والذين ليسوا شعبه؟!

إن هذه الظلمة التي تكاد تُلمس - كما ذكرنا - تُكلّمنا عن موت المسيح الكفاري والنيابي على الصليب، ولكن الثلاثة الأيام تتكلَّم للقلب المسيحي عن القيامة. فها أمامنا صورة نبوية رمزية تُكلِّمنا بالاختصار عن الإنجيل: موت المسيح وقيامته في اليوم الثالث ( 1كو 15: 1 -4). وإنجيل نعمة الله هو الفاصل الذي عيّنه الله، فقد رسم حداً؛ في إحدى جهتيه "موت وظلام"، وفي الجهة الأخرى "حياة ونور". وانقسم العالم إلى فريقين: المُخلَّصين والهالكين ( 1كو 1: 18 ؛ 2كو2: 15، 16). فالإنجيل يعلن خلاص مَنْ يقبله، وفي نفس الوقت هلاك مَنْ يرفضه "الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ"" ( يو 3: 36 ).

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net