الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 14 نوفمبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أيُّوبُ وَتَزْكِيَة الإِيمَان
"أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ وَلِيِّي حَيٌّ، وَالآخِرَ عَلَى الأَرْضِ يَقُومُ، وَبَعْدَ أَنْ يُفْنَى جِلْدِي هَذَا، وَبِدُونِ جَسَدِي أَرَى اللهَ" ( أيوب 19: 25 ، 26)
كثيرًا ما ظن تلاميذ الكتاب المقدس، أن الهدف الأساسي من آلام أيوب، هو تنقيته من بره الذاتي. وإن كان هذا هدفًا، لكنه ليس الأساسي. فالهدف الأساسي هو تزكية الإيمان؛ إعلان حقيقة وجوده، ولمعانه، وأنه يفوق إيمان إبراهيم أبي المؤمنين، ولا نظير له في العهد القديم كله.

(1) ففي وسط محنته لمع إيمانه بوجود الله، بل بفدائه، وحياته الأبدية "أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ وَلِيِّي حَيٌّ" ( أي 19: 25 ).

(2) واستطاع إيمانه أن يدرك أن "الآخِرَ (الله) عَلَى الأَرْضِ يَقُومُ" ( أي 19: 25 )، فالله لا بد سيقوم، أي يظهر، أو يملك أو يحكم على الأرض (يقينًا بالجسد)؛ فالأرض ليست مكان أرواح. هنا: (أ) لمحة من التجسد، (ب) والموت في قوله: "أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ وَلِيِّي حَيٌّ"؛ "وَلِيِّي" أي "فاديَّ". (ج) والمجد الذي سيظهر أو يقوم به الله، على الأرض. (د) وإن كان الفادي حيًا، وسيقوم على الأرض، هنا تلميح بالقيامة.

(3) ولم يؤمن أيوب بوجود الله، وحياته، وفدائه، وموته وقيامته، ومجيئه فحسب، بل تجاوز هذه كلها ليُدرك إله القيامة، قيامة الأجساد، وتمجيد القديسين؛ الأمر الذي لم يعلمه إبراهيم "وَبَعْدَ أَنْ يُفْنَى جِلْدِي هَذَا، وَبِدُونِ جَسَدِي (أو بجَسَدِي - بجسد القيامة - ترجمة داربي) أَرَى اللهَ" ( أي 19: 26 ). هنا الإيمان بعالم القيامة والمجد، وقيامة القديسين وتمجيدهم. وأشواق قلبه وحنينه هي رؤيته لإله القيامة.

ما أسماه إيمانًا تخطى حاضره الأليم، للمستقبل السعيد، وتخطى آلامه إلى أمجاده! وأعلن حنينه لإلهه، الذي وإن لم يستطع رؤيته بالإيمان في تجاربه، فسيراه قريبًا بالعيان بجسده الممجد. طوباك يا أيوب، بإيمانك، وطوباك بتجاربك!

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net