الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 25 نوفمبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بَحْرَ النُّحَاسِ
"وَعَمِلَ الْبَحْرَ مَسْبُوكًا ... لِيَغْتَسِلَ فِيهِ الْكَهَنَةُ" ( 2أخبار 4: 2 ، 6)
ثلاثة أمور في هذا الرمز الجميل لا تخلو من فائدة تستلفت انتباهنا:

أولاً: المادة التي صُنع منها: كان البحر مصنوعًا من نحاس ( 2مل 25: 13 )، وهو يرمز إلى الدينونة الإلهية العادلة على الخطية والنجاسة. فالمذبح النحاسي يُصوّر المكان الذي كُفّر فيه عن الخطية، أما البحر فهو مكان الاغتسال من الدنس. كم هو معزي أن نعرف أن خطيتنا قد دينت إلى الأبد، وأن نجاستنا قد تطهرت بلا رجعة على الصليب. كم هو مبارك أن نعرف أن الدينونة قد عبرت ولم يتبق شيء ضدي أو عمل لأعمل لأن المسيح حمل دينونة كل ذنوبي.

ثانيًا: المحتويات: كان البحر يحوي 3000 مغسلاً، لا تحتوي على دم بل على ماء. كان الكهنة قد اختبروا قوة الدم في مذبح النحاس، ومن ثم فهم لا يحتاجون إلا إلى غسل الماء ليُؤهّلوا إلى ممارسة وظائفهم الكهنوتية. وهكذا الحال معنا الآن! فالمؤمن لا يحتاج لأن يتطهر بالدم ثانية من خطيته، ولكن الحاجة إلى فعل الكلمة المُطهّر "ﭐلَّذِي قَدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ بَلْ هُوَ طَاهِرٌ كُلُّهُ" ( يو 13: 10 ).

ثالثًا: الغاية التي صُنع لأجلها: كان الغرض من بحر النحاس أن يوفر وسيلة للكهنة ليغسلوا فيه أيديهم كل يوم، حتى يكونوا قادرين على الاضطلاع بعملهم الكهنوتي. ونرى هنا رمزًا لافتًا للمؤمنين الذين يُطهِّرهم المسيح الآن "بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ" ( أف 5: 26 ).

إن المسيح لا يمل أبدًا من إتياننا المستمر إليه ليغسلنا. بل إنه لن يهدأ حتى يُحضرنا "لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذَلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ" ( أف 5: 27 ).

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net