الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 26 نوفمبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحَقُّ كَمَا هُوَ فِي يَسُوعَ
"أَمَّا أَنْتُمْ فَلَمْ تَتَعَلَّمُوا الْمَسِيحَ هكَذَا ... كَمَا هُوَ حَقٌّ فِي يَسُوعَ" ( أفسس 4: 20 ، 21)
ما الذي يقصده الروح القدس بقوله: "الحَقُّ كَمَا هُوَ فِي يَسُوعَ"؟ أَ ليس المقصود به الحق الذي ظهر في كل كلمة قالها الرب يسوع، وفي كل طرقه: في طاعته وفي خدمته، في كل آلامه التي جاز فيها على الأرض، وفي صبره، وفي غيرته على مجد الله، وفي عنايته العطوفة بخاصة الرب، وفي ترفقه بالخطاة الهالكين، كما في شدته وصرامته مع كل ما يتعارض مع الله؟ فمظاهر "النعمة والحق" هذه جميعها - في كل كمالها - نراها في يسوع وحده، وليس في أحد سواه ( يو 1: 17 ). فإن كنت أريد أن أمتحن الحق الخاص بشيء ما فلن أصل إلى حقيقته حتى أراه بالارتباط مع شخص المسيح.

نعم، في شخص يسوع وحده نرى الحق ظاهرًا ومُعلنًا بالتمام. على أننا نتعلم نحن الحق بواسطة الروح القدس، ولا شك أن الروح القدس هو قوة معرفتنا بالحق، ولذلك مكتوب أن "الرُّوحَ هُوَ الْحَقُّ" ( 1يو 5: 6 ). أما الروح القدس فهو الحقّ بمعنى أنه ليس أحد يستطيع أن يرى يسوع، أن يعلن "الحَقُّ كَمَا هُوَ فِي يَسُوعَ"، بدون الروح القدس. فالروح القدس هو الذي يُعلن الرب يسوع، وبدون معونة الروح القدس فإن العقل الطبيعي لا يُدركه، ولا حتى "الإنسان المُجدَّد" يستطيع بنفسه أن يفهم الرب يسوع أو يصل إلى أمور الله، ولذلك فالروح القدس يعمل بقوته ويقودنا إلى الحق كما هو ظاهر في فكر المسيح، وكما هو مُعلن في طرقه.

وإنك لن تجد الحق، حتى ولا في الكتاب المقدس، إذا حاولت أن تجده بالانفصال عن الرب يسوع، ولكن في اللحظة التي فيها أعرف أن ذلك الشخص المبارك قد أراني - بحياته وموته - ما هو الإنسان الخاطئ، كما أراني بنفس الحياة وبنفس الموت ما هو الله، حينئذٍ تتبدد كل السُحب وتتلاشى كل الصعوبات من أمامي وأرى الحق في يسوع، وأعرف الله إذ أراه في يسوع، لأن "الحَقُّ هُوَ فِي يَسُوعَ".

كتنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net