الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 13 ديسمبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مَنْ هُوَ هَذَا؟
"مَنْ هُوَ هَذَا؟ فَإِنَّ الرِّيحَ أَيْضًا وَالْبَحْرَ يُطِيعَانِهِ!" ( مرقس 4: 31 )
هل كان الشيطان يستطيع أن يُهيج عاصفة تُغرق سفينة يستريح فيها ابن الله؟ ولكن ابن الله موجود هنا في حالة بشريته، وهو نائم! حسنًا، وماذا يفرق هذا ما دام هو ابن الله؟ إن عمل المقاوم، في إثارة العاصفة، وهو نائم، كان تحديًا بلا شك. ولكن، حتى ذلك الوقت، لم يكن إدراك التلاميذ واضحًا، ولذلك ملأهم الخوف، بعد أن استنفدوا كل مهارات خبرتهم كبحارة وأيقظوه بصيحة شك، تطول عنايته وحبه: "يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟"، وإن كانت تُظهر بعض الإيمان بقوته.

فقام في الحال، وبقوة سلطانه انتهر الريح، التي كانت الأداة المباشرة في يد الشيطان، وأمر البحر أن يهدأ ويسكت، فأطاعه. وكما يرقد الكلب الشرس ذليلاً عند سماع صوت سَيِّده، رقد البحر تحت قدميه. لقد كان هو السَيِّد المسيطر على الموقف.

وبعد أن انتهر قوى الطبيعة، والقوة المحركة لها، التفت ليوجه اللوم اللطيف إلى تلاميذه: "مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هَكَذَا؟ كَيْفَ لاَ إِيمَانَ لَكُمْ؟". الإيمان هو البصيرة الروحية، وحتى ذلك الوقت لم تكن عيونهم قد فُتحت لتميز مَن هو. ولو أنهم أدركوا النذر اليسير عن مجده اللائق لما خافوا بهذه الدرجة. وبعد أن شهدوا إظهار قوته، كانوا لا يزالوا خائفين يتساءلون: "مَنْ هُوَ هَذَا؟ فَإِنَّ الرِّيحَ أَيْضًا وَالْبَحْرَ يُطِيعَانِهِ!". فالرجل الذي يأمر الريح والبحر، فتُننَفِذ إرادته، واضح أنه ليس إنسانًا عاديًا، ولكن مَن هو؟ هذا هو السؤال.

ولا يستطيع تلميذ أن يتقدم ليخدمه إلا عندما يُجيب عن ذلك السؤال، وتستقر الإجابة تمامًا في قلبه. والسؤال: مَنْ هُوَ هَذَا؟ وما هي طبيعة هذا الإنسان؟ وإلى أن نستطيع أن نُجيب عنه بوضوح تام، وصِدق تام، يجب أن نقف هادئين.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net