يُسجل عن التلاميذ في مشهد ارتفاع الرب إلى السماء أنهم "كَانُوا يَشْخَصُونَ". وفي أعمال 2: 42 "كَانُوا يُواظِبُونَ". وعن اسْتِفَانُوس نقرأ أنه "شَخَصَ إِلَى السَّمَاءِ" ( أع 7: 55 ). وإنه لشيء عظيم أن تكون ثابتًا فيما تفعله. فنحن كثيرًا ما نتردد أو نتأرجح، ومن ثم تكون أفعالنا بلا قوة. ولكن التلاميذ إذ سمعوا الأخبار المباركة "كَانُوا يَشْخَصُونَ" (they looked steadfastly)، و"كَانُوا يُواظِبُونَ" (they continued steadfastly). وقال الملاكان: "أنتم رأيتموه يرتفع. ولكنه سيأتي ثانية، وسيُتمّم كل مشورات ومقاصد الله المُتعلّقة بالأرض".
ولكن قبل أن يحدث ذلك يوجد شيء يخصنا يا رفيقي المؤمن. إنه - تبارك اسمه- سيأتي ليأخذنا، لنكون كل حين معه، في نفس المكان الذي هو فيه الآن. ولا يكفي أن ننظر إلى رجاء الكنيسة؛ أي مجيء الرب لاختطافنا، باعتباره مجرد أخذنا وإنقاذنا من مشهد الآلام والمصاعب، بل يجب علينا أن نتوق إلى الوجود هناك مع الرب.
أصدقائي الأعزاء: هل تعبتم من الطريق؟ هل تريد أن تحصل على قوة ونعمة من السماء، لتساندك وتقويك، حيثما أنت الآن؟ يقول الرسول بولس: "أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي" ( في 4: 13 ). لقد كان المسيح هو كفايته في كل تجربة، وكانت له الرغبة أن ينطلق ويكون مع المسيح، ولكنه كان يعلم أنه من الألزم أن يبقى ليساعد إخوته، وهكذا بقي ( في 1: 23 ، 24).
ولكن الرب المبارك آتِ ثانية لأجلنا. وإلى أن تحين هذه اللحظة المجيدة، هو يريد أن يحفظ قلوبنا في محبته، وفي عواطف صادقة له، منتظرين مجيئه إلى العالم الذي رفضه، والذي فيه يجب أن يتمجد ويُكرم، ويأخذ المُلكَ الذي له على الجميع، فتراه الأرض في كرسيه الرَّفيع. ولكن قبل ذلك اليوم السعيد، سيكون قد أخذ كنيسته لتكون معه، في مناخ المحبة والقداسة، في بيت الآب. ويا لها من لحظة مجيدة!