الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 15 ديسمبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
النعمة والاستحقاق
"مِنَ الآنَ تَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَملاَئِكَةَ اللهِ يَصْعَدُونَ وَيَنْزِلُونَ عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ" ( يوحنا 1: 51 )
في تكوين 28: 10-15 نرى نعمة الله العجيبة التي تجد سرورها في اختيار أهدافها مِن بين أكثر الناس افتقارًا للاستحقاق. فنرى هنا يعقوب هاربًا مِن بيت أبيه، ومِن غضب أخيه. وإذ نراه يرقد فوق أرض البرية، ويأخذ مِن حجارة المكان ويضعها تحت رأسه، ويلتحف بظلمة الليل، ويستسلم للنوم، نرى فيه صورة للإنسان في حالته الطبيعية. ولا يُمكننا أن نرى الإنسان في ذروة العجز مثلما يكون نائمًا؛ والنوم صورة للموت. وبينما كان يعقوب في هذه الحالة ظهر له الرب.

فما الذي فعله يعقوب ليستحق هذا الإكرام الإلهي؟! لا شيء! لكن الله في نعمته قد تراءى، وأعطاه وعدًا أن يرث نسله الأرض التي كان ينام عليها. وهذه هي طريقة الله دائمًا. إنه يُسره أن يختار أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود؛ يختار الذين ليس لهم شيء، ليُعطيهم كل شيء، وينتخب الذين لا يستحقون شيئًا إلا الدينونة، ولا يُعطيهم شيئًا إلا البركة. ولكن لنلاحظ أن هذا الذي يُريد أن ينال مثل هذا الإحسان الإلهي، عليه أولاً أن يتضع في التراب كما فعل يعقوب هنا، قبل أن يأخذ بركة مِن الرب.

لقد أبصر يعقوب في حلمه سُلَّمًا منصُوبةً على الأرض ورأسها يَمَسُّ السماء، وملاَئكةَ اللهِ صاعدةً ونازلةً عليها، ومن هناك سمع صوت الرب يتكلَّم إليه. وشكرًا لله أننا لم نُتْرَك للتخمين لمحاولة معرفة مدلول السلَّم. فقد أعطى الرب التفسير في حديثه إلى نثنائيل: "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تَرَوْنَ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَملاَئِكَةَ اللهِ يَصْعَدُونَ وَيَنْزِلُونَ عَلَى ابْنِ الإِنْسَانِ". فالسلَّم إذًا تُشير إلى المسيح نفسه الذي وحده استطاع أن يسد الفجوة التي تفصل السماء عن الأرض، والذي به صار لنا الطريق المفتوح للاقتراب إلى الله. وهذا السُلَّم الذي ربط بين الأرض والسماء أعلن عن استعداد نعمة الله لقبول الخطاة الراجعين إليه.

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net