الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 20 ديسمبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بِالرُّجُوعِ تَخْلُصُونَ
"بِالرُّجُوعِ وَالسُّكُونِ تَخْلُصُونَ. بِالْهُدُوءِ وَالطُّمَأْنِينَةِ تَكُونُ قُوَّتُكُمْ" ( إشعياء 30: 15 )
ما أجمل هذه الآية حقًا! فهي تنطبق بصدق على شعب الله كل حين، مهما كان من نصيبهم أن يُكابدوا أو يتحمَّلوا. ففيما نتعلَّم انتظار الله، إذ نعود إليه مُعترفين بسقطاتنا الماضية، ومطمئنين إلى يقينية غفرانه وتطهيره الحاليين، نجد لا سلام الضمير وحده، بل سلام القلب أيضًا؛ خلاصًا من أي شيء كان، مما سبب لنا القلق والخوف.

وإذ نتطلع إلى الله الحي بإيمان بسيط، وقد انقطعنا عن كل مجهود ذاتي، ورفضنا ترجي العالم لأجل المعونة التي لا يقدر أن يؤتينا إياها إلا الله وحده، نجد قوة كافية لرفعنا فوق التجربة. ولكن بالأسف في مرات كثيرة يصعب علينا أن ننتظر تدخل الرب، ولنا في الكتاب المقدس أمثلة عديدة على الذين جلبوا المتاعب لأنفسهم بالتصرفات الطائشة المتهورة، لشعورهم بأنه يجب القيام بعمل ما لإبعاد البلية، في حين أنهم لو سلَّموا الأمر ليد الله، لكان الرب تدخل في الوقت المناسب لإنجاز مقاصد نعمته. فعلينا التفريق بين ترجي الله، وانتظاره. فأن نترجى عونه في ساعة الشدة ونطلب قوته المُخلِّصة، أمر مُعيَّن. وأن نهدأ بالاً لعلمنا بأن محبته غير المحدودة وحكمته الكلية ستحملانه على التدخل لأجل مصلحتنا في الوقت المحدد، أمر آخر.

لقد رفض شعب يهوذا، المعني برسالة النبي إشعياء، قبول هذه الرسالة، وتنكبوا عن نصيحة النبي معاندين، إذ عندما تهددهم الخطر الأشوري بقيادة سنحاريب، طلبوا النجدة من مصر. وقد كان عملهم هذا في نظر الله، خطية شنيعة، إذ دلَّ على افتقارهم إلى الثقة فيه، ونسيان معاملات الله الماضية معهم، وعدم تجاسرهم على الاعتماد عليه بعد لإنقاذهم في ذلك الحين. لقد أبوا سماع كلامه، ولم يكفوا عن الإنسان الذي نسمته في أنفه. وكم مرة كان على الله أن يقول لمن أحزن عدم إيمانهم قلبه: "أنا شئت، وأنتم لم تشاءوا".

أيرنسيد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net