الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 19 فبراير 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ابْنُ الإِنْسَانِ
"لِلثَّعَالِب أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ" ( متى 8: 20 )
لقب "ابْنُ الإِنْسَانِ" هو لقب مسياوي، ورد مرتين في العهد القديم ( مز 8: 4 عب 2: 6 ). ولقد ورد في كل البشائر الأربع، وورد فيها 81 مرة، كما ورد في سفر الأعمال مرة (7: 56)، وفي الرسالة إلى العبرانيين مرة ( رؤ 1: 13 )، وفي سفر الرؤيا مرتين ( مت 16: 13 مت 8: 20 ). وهو لقب يشير إلى ناسوت المسيح، ولكنه يتضمن في الوقت نفسه لاهوته ويؤكده. فابن الإنسان هو في الوقت نفسه ابن الله ( رؤ 14: 14 ، 16). وما أبعد الفرق بين أول وآخر إشارة إلى ابن الإنسان في العهد الجديد، وفي الحالتين نجد الإشارة إلى رأسه، ففي الإشارة الأولى نقرأ :"ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ" (مت8: 20)، وفي الثانية نقرأ: "لَهُ عَلَى رَأْسِهِ إِكْلِيلٌ مِنْ ذَهَبٍ" (رؤ14: 14).

والآية التي في صدر المقال تتحدث عن فقر المسيح العميق، إلى الدرجة التي لم يكن له أين يُسْنِدُ رأسه. وهو فقر اختياري تطوعي، لكي نستغني نحن بفقره! ( 2كو 8: 9 ). فذاك الذي يملك كل شيء، قَبِل ألا يكون له شيء! بل إن خالق الأكوان، لم يكن له في العالم مكان، لذا كان يقضي العديد من لياليه فوق الجبال، ثم أخيرًا وجد مكانًا ليُسْنِدُ رأسه ( يو 19: 30 )، وهذا المكان هو صليب الجلجثة!

كانت الأرض تتَّسع لتأوي الثعالب وطيور السماء، ولكن لم يوجد بها موضع ليأوي هو إليه، وهو الذي له سلطانه وربوبيته، من خلال أثقال الناس الذين لم يستعف أبدًا من أن يرفعها عنهم. وواضح أنه لم يكن مُمكنًا لذلك الشخص السماوي أن يجد راحته في عالم تلوث بالخطية، ويقبع تحت سلطان الشيطان. ومع أنه قال مرة لتلاميذه: "تَعَالَوْا أَنْتُمْ مُنْفَرِدِينَ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ وَاسْتَرِيحُوا قَلِيلاً" ( مر 6: 31 )، لكننا لم نسمعه قط يقول: لنسترح قليلاً أو كثيرًا. بل نسمعه يقول: "أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ" ( يو 5: 17 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net