الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 20 فبراير 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَصْدِقَاءَ بِمَالِ الظُّلْمِ!
"اصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ الظُّلْمِ" ( لوقا 16: 9 )
فكرة أن بعض الناس سيكون لديهم أصدقاء في السماء، والبعض الآخر لن يكون لهم، تأتي كصدمة للبعض الذين يجدون صعوبة في فهمها. لذلك دعونا نأخذ مثالاً واقعيًا. تصوَّر أرملة مسيحية مُتقدمة في السن، ودخلها الأسبوعي الضئيل يكفيها بالكاد لتغطية احتياجاتها الضرورية. وتصوَّر أنها - بقدر من إنكار الذات وأمانتها في وكالتها - استطاعت أن توفر في نهاية الشهر عشرة جنيهات. وبدافع من الحب للرب، ولإخوتها من البشر، قررت أن تُنفق الجنيهات في شراء بضعة أناجيل، ليتم إرسالها إلى أناس من القبائل البدائية في مجاهل أفريقيا. وبعد فترة ما، انتهى الأمر - بعد تداول الأناجيل لفترة ما، وقراءتها - آمن خمسون منهم بالمسيح. وأخيرًا في النهاية، وأمام كرسي المسيح أُستُعلِن أن هذا المبلغ البسيط، الذي قدَّمته هذه الأرملة، كان هو الوسيلة للإتيان بهؤلاء إلى الإيمان بالمسيح، أَفلن يكون نحوها وقتئذٍ شعور بالامتنان والعرفان من هؤلاء الناس؟

ولنفترض الآن - على سبيل المباينة - مؤمنًا مسيحيًا آخر، وليكن هذه المرة رجلاً، عنده منزل كبير مستقل في المدينة، وله ثلاث مزارع في الريف، وبضع شاليهات في مناطق ساحلية مختلفة، وله أسطول من السيارات، فضلاً عن يخت يمخر عباب البحار، بالإضافة إلى بعض الممتلكات الأخرى. ونجد أنه في نهاية الشهر، قد توفر له فائض عشرة آلاف جنيهًا. فقرَّر إنفاق هذا المبلغ في الذهاب إلى نزهة طويلة، وشراء المزيد من الثياب، والاستمتاع بالمزيد من الأطعمة والحلوى والأيس كريم. وبالطبع لا يوجد شيء خاطئ في كل هذا. ولكن أمام كرسي المسيح، من المؤكد أنه لن يكون لهذا الرجل أي قدر من العرفان أو الامتنان أو الصداقة، لا من أفراد القبائل البدائية، ولا من أي إنسان آخر، في هذا الصدد.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net