الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 22 فبراير 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مُدَايِنٍ ومَدْيُونَان
"كَانَ لِمُدَايِنٍ مَدْيُونَانِ ... وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَا يُوفِيَانِ سَامَحَهُمَا جَمِيعًا" ( لوقا 7: 41 )
مَن ذا الذي لم يُخطئ؟ مَن مِنا غير مَديُون لله؟ قد يكون واحد منا مَديُونًا بخمسين دينار فقط، وقد يكون هناك آخر مديونًا بخمسمائة دينار. ولكن إذا جعل الأول هذا الفرق في الدين هو حُجته، فهذا دليل على قساوة قلبه.

"وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَا يُوفِيَانِ سَامَحَهُمَا جَمِيعًا" ... هنا نجد نقطة أخرى يتساوى فيها الاثنان. إذ لا فرق بينهما في عدم المقدرة على السداد. كل ما نستطيع أن نفعله هو أن نزيد الدين، فلا يوجد عمل ما من أعمالنا نستطيع أن نُداين الله به أو نسدد به جزءًا من الدين الذي علينا. فليس فقط أنه "لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ" بل أيضًا "لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ" ( رو 3: 10 ، 12). من هذا يتضح أن ليس عندنا ما ندفعه.

لا يمكن أن يُفهم من حديث الرب أن المُسامحة جاءت نتيجة عجزهما عن الدفع فقط، وإلا كان الغفران للجميع، بينما الغفران هو للبعض فقط. ولكن هناك نقطة يجب أن نصل إليها قبل أن نحصل على الغفران؛ فعندما نصل إلى حقيقة أن ليس عندنا شيء على الإطلاق، ونقرّ بإفلاسنا عن أن نوفي شيئًا لله، ونأخذ مكاننا الصحيح أمامه كخطاة عاجزين، حينئذٍ نحظى برحمته ( 1يو 1: 9 ).

وهذه الكلمة موجهة إلى كل نفس شعرت بخرابها وأقرت بإفلاسها. فإذا كان ينطبق عليك الشق الأول من حديث الرب، لا بد أن ينطبق عليك أيضًا الشق الثاني. فإذا كانت حقيقة إفلاسك وعدم قدرتك على السداد قد استقرت تمامًا في ضميرك، فالرب مستعد أن يُسامحك ويغفر لك خطاياك. ثق في هذا. ولا تخف لمجرد أن هذا الفكر هو فوق ما كنت تتصور أو تفتكر. فأفكار الرب ليست كأفكارنا. فلا تقبل المَثَل الشائع بأن هذا الخبر "طيب لدرجة أنه لا يُصدَّق"، لأن هذا المَثَل لا يمكن تطبيقه في أمور الله، فلن يستحيل على الله أمر.

ف. و. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net