الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 24 فبراير 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ
"وَلكِنِّي طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْ لاَ يَفْنَى إِيمَانُكَ" ( لوقا 22: 32 )
تصف لنا الأناجيل كيف يباشر الرب عمليًا خدمة الشفاعة من نحونا. ونجد هذا في قصة بطرس. كان بطرس قد فقد شركته العملية مع الرب، وإن كان هو لم يعرف هذا. عندما قال الرب لتلاميذه في ليلة آلامه: "كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ فِىَّ (أو تعثرون فيَّ) فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ"، أجاب بطرس "وَإِنْ شَكَّ (أو عثر) فِيكَ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ أَبَدًا" ( مت 26: 31 ، 33). لقد صار واضحًا أن بطرس توَّقع شيئًا من ذاته. نعم كان مقتنعًا أن محبته وأمانته للرب أعظم من أي شخص آخر. وما كان مُمكنًا لبطرس أن يقول هذا لو كان بالحقيقة مُتمتعًا بالشركة مع الرب. حيث توجد الشركة فلا مكان للجسد أو للافتخار والثقة في الذات. وقد استخدم الرب كلمات بطرس هذه لتحذيره، وأيضًا لكي يجعله يعرف أنه هو الرب الذي يُحيط علمًا بكل شيء. وكان لا بد أن يتذكر بطرس هذا عندما أنكر الرب. وحينئذ كان يستطيع أن يتشجع بالتفكير أنه، رغم أن الرب قد عرف هذا، فهو لم يتبرأ منه ولا تحوَّل عنه. إنه لن يفعل ذلك أبدًا، فهو يعرف جبلتنا ويذكر أننا تراب نحن، ونستطيع أن نقول: "لَمْ يَصْنَعْ مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَا، وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثامِنَا" ( مز 103: 10 )، وذلك ليس على حساب البر بل على أساس البر، لأن المسيح البار هو شفيعنا الذي يُمثلنا ويضمن مركزنا، وهو كفارة لخطايانا، ولهذا فإننا نحظى بكل الرضى.

يا له من صلاح! ويا لها من نعمة! ويا لها من عناية! فقبل أن يخطئ بطرس كان الرب يُصلي لأجله، ليس لكي يمنع الشيطان من تجربته، كلا. لقد احتاج بطرس إلى هذه السقطة لكي يصل إلى معرفة نفسه. لذلك لم يطلب الرب أن يُعفَى بطرس من التجربة، لكن بالحري لكي لا يفنى إيمانه. وحتى لا يستسلم بطرس لليأس بعد سقوطه، أعطاه الرب الآن، وقبل سقوطه، تكليفًا لما بعد رجوعه وَرَدِّ نفسه لخدمة إخوته، إذ قال: "وَأَنْتَ مَتَى رَجَعْتَ ثَبِّتْ إِخْوَتَكَ" ( لو 22: 32 ).

هايكوب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net