كتب الرسول يوحنا رسالته الثالثة إلى غَايُس صاحب النفس الناجحة. لقد صلى يوحنا أن يكون غَايُس صحيحًا جسديًا، كما كان روحيًا (ع2). وواحد من أدلة نجاح نفس غَايُس هو سلوكه المستقيم بالحق. وكانت أقصى درجات بهجة يوحنا هو أن يعلم أن غَايُس وآخرين كانوا سالكين في الحق (3يو3، 4). إن كان وقت خلاص أحدهم وقتًا سعيدًا، فأن ترى ثمرًا متزايدًا من تكريس مستمر لحق كلمة الله، لهو أمر أكثر تشجيعًا. وهذا يشير إلى أننا يجب أن نركز بقوة على تلمذة المؤمنين الجدد، ورعايتهم وتغذيتهم جيدًا، بعد اهتدائهم وتغييرهم.
والدليل الآخر على صحة نفس غَايُس هو عنايته المُخلِصة بالآخرين، ومحبته للمؤمنين. وحتى أولئك الذين لم يرهم قط، استشعروا ذلك بوضوح. إن لغة يوحنا ترجح أن أولئك الذين كانوا بالأخص في ذهنه هم خدَّام متجولون، ومكثوا لبعض الوقت مع غَايُس قبلما يُرسلوا ويُشيعوا (3يو6). هؤلاء الإخوة الغرباء، الذين "مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ خَرَجُوا"، لم يطلبوا الدعم لعملهم من غير المؤمنين، لذلك كانت مشاركة غَايُس في الخدمة ضرورية بالأكثر، حتى أن يوحنا أشار إلى أن هذا الدعم يُعطي غَايُس صفة "عَامِل مَعَهُمْ بِالْحَقِّ" (3يو7، 8).
هذه نقطة مهمة لفهم كيف يُمكننا المشاركة في عمل الرب في حقل حصاده. هناك مؤمنون معنيون أكثر بتعليم الكلمة، وآخرون مهتمون بالكرازة، وآخرون بأدوار أخرى ملحوظة، إلا أن الرب يعتبر كل عمل يدعمهم هو شركة في العمل معهم. ربما كان غَايُس يود أن يسافر بنفسه، وربما كان سيفعل لولا بعض الأمراض (ع2)، لكن في عيني الرب، ربطت المحبة والضيافة غَايُس بهذا العمل، كما لو كان هو مَن بشَّر وعلَّم بنفسه. بالإضافة إلى ذلك، فقد أثبت هذا أن المسيح كان يعمل في قلبه ( 1يو 3: 14 ، 16؛ يو10: 17).