الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 20 مارس 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ
"اسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا" ( أفسس 5: 2 )
الاختبار المسيحي يبدأ أولاً بتعلُّم الحق، ثم ينتهي بالضرورة بأسلوب سلوك. حينما أعرف بماذا تؤمن وتقتنع، حينئذ أستطيع أن أدرك كيف ستسلك وتعمل. وليس كما يعلّم البعض أننا نريد سلوكًا وليس مهمًا ما تؤمن أو تعلّم به.

لقد قال الرب عن خروف الفصح: "تَأْكُلُونَهُ رَأْسَهُ مَعَ أَكَارِعِهِ وَجَوْفِهِ" ( خر 12: 9 -11). فيجب أن نتغذى على "الرأس" الذي هو مركز الأفكار، ومن ثم سيكون لنا "الأكارع" أي أسلوب السلوك. وفوق الكل سنتغذى على "الجوف" الذي هو أحشاء المسيح.

وفي الأعداد الأخيرة من الأصحاح الرابع من رسالة أفسس، والذي ينهي فيه الرسول قائمة تحريضاته للقديسين بما عليهم أن يخلعوه وأن يلبسوه، يركّز على أن يكونوا "لُطَفَاءَ ... شَفُوقِينَ ... مُتَسَامِحِينَ"، إلا أنه في أفسس5: 1، 2 يرتفع إلى درجة أعلى وأسمى، فيُطالبهم أن "يسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ". وهذه الصفة، أي المحبة، ليست لنا بالطبيعة من آدم، ولكنها صفة إلهية يتمتع بها الأولاد الذين وُلدوا من الله، وبالتالي يحملون صفاته. وعليه فإننا لا نتصنَّع المحبة ولا نقلدّها، ولكنها صفة متأصلة فينا "كونوا متمثلين بالله كأولاد أحباء".

إذا رأينا فتىً صغيرًا يتتبع خطوات أبيه عن قُرب، فيستطيع أن يسلك، بدون رياء وتكلّف وتصنّع، بنفس سلوك أبيه. إن هذا الصبي يحمل ذات الملامح والصفات التي للأب، وذلك لأنه يمتلك ذات حياته وطبيعته التي تجعل تصرفاته حقيقية.

ثم يقدم لنا الرسول مثالاً عظيمًا في المحبة العملية "كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا". ففي المسيح ظهرت طبيعة الله في ملء الكمال. في المسيح تُرْجِمَت المحبة إلى عمل، وما أعظم العمل الذي نبع من قلبه المُحب!

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net