الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 22 مارس 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الشعور بالاحتياج
"مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا" ( يوحنا 6: 35 )
لا بد لكي يقبل الخاطئ المسيح مُخلِّصًا وبديلاً شخصيًا له بعمله الكفاري على الصليب لا بد أن يتولد لدى هذا الشخص شعور عميق بالاحتياج أولاً. وهذا الشعور بالاحتياج قد يسير في خط أو أكثر من الخطوط التالية: (1) الشعور بالمذنوبية ( لو 5: 8 أع 2: 37 ). (2) الشعور بالخطر ( لو 15: 17 ؛ 16: 30). (3) الشعور بالفراغ والحاجة إلى الشبع (لو15: 17).

ومع بعض النفوس سنجد أن واحدًا من هذه المشاعر له الأولوية، ومع البعض الآخر سنجد خليطًا من اثنين وربما الثلاثة مشاعر معًا. فمع نيقوديموس تحدث الرب مُولِّدًا فيه الإحساس بمذنوبيته، إذ أعلن له بوضوح تام أنه لن يرى ملكوت الله ما لم يولد ثانيةً، ثم وضع أمامه عمله الكفاري على الصليب، ومحبة الله التي دفعته ليبذل ابنه ليموت لأجل الخطاة، وأخيرًا أعلن الوعد الخاص بهبة الحياة الأبدية لكل مَن يؤمن به ( يو 3: 1 -16).

وعلى الجانب الآخر نرى يوحنا المعمدان يوقظ ضمائر النفوس، ويُشعرها بالخطر والحاجة إلى التوبة، وذلك بتحذيرهم من الدينونة العتيدة والغضب الآتي ( مت 3: 10 ). والرب نفسه - له المجد - فعل الشيء ذاته بعد ذلك، عندما حذر النفوس من رُعب "جَهَنَّمَ النَّارِ. حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ" ( مر 9: 42 -48).

أما بالنسبة للمرأة السامرية (يو4) فقد واجه المسيح احتياجها إلى الشبع. فهذه المرأة التي اندفعت لاهثة باحثة عن لذة الخطية ومُتعتها، في محاولة يائسة منها لملء فراغ قلبها ونفسها، وقد انتهت إلى الفشل والإحباط. ولو كنا نحن مكان الرب أمامها، لربما تحدثنا معها عن خطيتها الشنيعة وعن إثمها المُشين. ولكن الرب لم يفعل ذلك، بل نراه يتحدث معها عن عطية الله؛ الماء الحي الذي يُروي بالتمام ويُشبع احتياجات النفس. الأمر الذي ولدّ فيها شعورًا بالاحتياج إلى ذلك الماء العجيب ( يو 7: 37 ).

أ. س. هادلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net