الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 27 مارس 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العبد ورسالته
"لاَ تُعَوِّقُونِي وَالرَّبُّ قَدْ أَنْجَحَ طَرِيقِي" ( تكوين 24: 56 )
عبد إبراهيم رمز معروف ومشهور للروح القدس، وقد أخذ عربونًا من وفرة غنى سَيده ليُزين تلك العذراء رفقة، ليُفرِّحها ويربط قلبها بإسحاق "وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ" ( غل 5: 22 ، 23). ثمَّ باتَ رسول إبراهيم كل تلك الليلة في بيت لابان، وسط ترحيب قلبي وفي بيت مفتوح، وفي صباح اليوم التالي، ذهب بالعروس المختارة.

في عبد إبراهيم نرى سِمات المُبشر الحقيقي. كان أمامه دائمًا غرض الآب. إنه لم يُرسَل لكي يرتب ويحسِّن أرض ما بين النهرين، بل غرضه أن يأخذ عروسًا ويرجع بها. هو لم يتكلَّم عن نفسه كلمة واحدة، بل عن إسحاق. وكل ما كان يفعله كان يفعله بالصلاة والشكر وطلب الإرشاد الإلهي. كان يقترب من غرضه في لطف وأدب وتأمُّل، ولكن في نشاط وباستقامة. لم يأكل ولم يشرب حتى انتهى من تبليغ رسالته. ومثل فيلبس المُبشر "بادَرَ" إلى ذلك الخصيِّ الحبشي ( أع 8: 30 ).

عجيب أن نتأمل ما يعنيه كل هذا. نقرأ في لوقا 15 أن الأب "رَكَضَ" نحو ابنه الراجع من الكورة البعيدة. وفيلبس "بَادَرَ" وكل تحرُّكات الله في الخليقة يُصاحبها هذا "الركض"، وتلك "المبادرة" وذلك "النشاط": أمور تتفق مع جلال شخصه وعظمته.

ولكن عندما يتعلَّق الأمر بخلاص الخطاة، نجد "الابن" ينحصر حتى يكمل هذا الخلاص. إن عمل الروح القدس هو مثل الريح العاصفة القوية. وعمل الله الآب تُميزه السرعة ودقة التوقيت "أَنَا الرَّبُّ فِي وَقْتِهِ أُسْرِعُ بِهِ" ( إش 60: 22 ).

واحد من السرافيم "طَارَ" بجمرة من على المذبح. وفيلبس "بَادَرَ"، ورفقة "أسرَعت"، ولابان "رَكَضَ". ليت كل مَن يعمل عمل الرب في ربح النفوس، وتقديم المسيح للآخرين، يعمل عمله بِلا "رخاوة"، بل بنشاط الروح القدس.

شنودة راسم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net