الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 2 أبريل 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اللهُ أَرْسَلَ ابْنَهُ!
"لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ" ( غلاطية 4: 4 )
جاء ابن الله مولُودًا من امرأة، ولقد اشترك في لحمنا ودمنا ( عب 2: 14 )، جاء آخذًا صورة عبد، ووُجد في الهيئة كإنسان ( في 2: 7 ). ولكن بمقدار ما هو قدوس كابن الله الأزلي، هو قدوسٌ أيضًا في الناسوت، حيث لم يدخل الكيان الإنساني عن طريق التناسل الطبيعي. ولو أنه جاء عن هذا الطريق الأخير لصح أن يُقال عنه ما يُقال عن كل مخلوق بشري أنه "مَوْلُود مِنَ الْجَسَدِ"، "واَلْمَوْلُودُ مِنَ الْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ". إن قداسته غير الطبيعية استلزمت مولدًا غير طبيعي، وهذا ما قاله النبي إشعياء: "هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ" ( إش 7: 14 ). وهذا أيضًا ما تحقق بالحرف ( مت 1: 21 -23)، فلقد حلَّ الروح القدس على مريم عذراء الناصرة، وكوّن فيها جسدًا مُقدّسًا خاليًا من الخطية. وذلك الابن المبارك قد تسربل ذلك الجسد الذي تكوَّن بقدرة الروح القدس.

وابن الله لم يأتِ ليكون زعيم دين جديد. فهو عندما وُلد كانت هناك أديان كثيرة، ولم يكن الأمر يحتاج إلى ديانة جديدة. وهو لم يأتِ ليُعلّم الجنس البشري شيئًا جديدًا، لأن العالم كان به قواعد كثيرة لتعليمه كيف يحيا، وكيف يعيش. ولم يكن غرض مجيئه إدخال حضارة تُعرف فيما بعد باسم الحضارة المسيحية. صحيح أنه علَّم وتكلَّم أفضل مما علَّم وتكلَّم أحد من قبل، وكانت كل كلماته حكمة سمت عن أن تُقارن، وفاقت كل حكمة أخرى. ولكنه جاء لغرض آخر سام وجليل. لقد جاء ليصنع قنطرة الوصل فوق هوة خطية الإنسان وتعاسته، وليُصالح الإنسان المسكين الساقط مع الله القدوس. لقد جاء ليضع أساسًا عليه يستطيع الله الطاهر البار والعادل أن يسترجع لنفسه الإنسان الخاطئ من وهدة الإثم والفساد "قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ" ( عب 9: 26 ). هذا حدث مرة - ومرة واحدة فقط - بموت ابن الله المبارك على الصليب.

تشارلس ستانلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net