الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 23 أبريل 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إلَهَكَ
"إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ" ( متى 4: 6 )
هذه التجربة كانت ترمي إلى اختبار الله إن كان عند قوله أم لا، كما يوجد فيها إغراء على التباهي والتفاخر. وما قصده الشيطان من هذا الإيعاز هو أن يضع هذه التجربة أمام الرب، حتى إن أبى الانصياع إليها كان هذا دليلاً على عدم ثقته في وعد الله، وتنكر لاتكاله عليه. ولكن لم يكن هناك ما يدعو الإنسان الكامل المبارك لأن يفعل ذلك، فقد كان متكلاً على الله اتكالاً كليًا.

ونحن نعلم أن الشيطان تعمَّد الخطأ في تقديمه لنص العبارة كما وردت في مزمور 91: 11، 12 "لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرْقِكَ. عَلَى الأَيْدِي يَحْمِلُونَكَ لِئَلاَّ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ" . لقد أغفل الشيطان عبارة "فِي كُلِّ طُرْقِكَ". وهكذا جعل وعد الله غير مشروط بشيء، بينما هو متوقف على السير في طرق مشيئة الله. إن عدم إثارة الرب لهذا الخطأ في الاستشهاد لأمر يدعو إلى الدهشة. ولكن إجابته تكشف عن مبدأ جوهري هو تمسكه بأقوال الكتاب، إذ يقول: "مَكْتُوبٌ أَيْضًا". وتُوصف كلمة الله في أفسس 6: 17 بأنها "سَيْفَ الرُّوحِ". ومحال أن يناقض الكتاب المقدس نفسه، وإنما نحن في حاجة لأن نكون أمناء وبسطاء عندما نحتكم إلى كلمة الله، مخافة صدور تصرف خاطئ منا، ربما بدافع من الاعتزاز برأينا في تفسير عبارة قد وجدت لمناسبة مختلفة كل الاختلاف.

وهنا يجدر بنا أن نوجه الالتفات إلى سجية جميلة تحلى بها الرب مدة حلوله بيننا، وهي البساطة التي كان يعالج بها الظروف التي وجد فيها. ما كان ليأبه "بالأسباب الجانبية" أو الاحتمالات التي تنتج عما يصدره من أحكام عادلة، بل اتسم مسلكه وتصرفه بالحق الصافي، ولذلك نراه هنا يتجه رأسًا إلى جذر المشكلة بدون جدل أو زجر للشيطان، وفي بساطة يقرر الكلمة التي كانت دستوراً لتصرفاته "لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ".

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net