الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 30 أبريل 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَنَا عَطْشَانُ
"لِكَيْ يَتِمَّ الْكِتَابُ قَالَ: أَنَا عَطْشَانُ" ( يوحنا 19: 28 )
كانت هذه هي الصرخة الوحيدة التي انطلقت من الرب يسوع على الصليب مُعبرة عن آلامه الجسدية. لقد كان أمرًا مألوفًا أن يجزع المحكوم عليهم بالصلب، وأن يستعطفوا وأن يتوسلوا بصراخ ودموع وأحيانًا كانوا يهدرون تذمرًا وينفرون من الصلب في شراسة. أما يسوع المسيح فلم يلفظ كلمة واحدة تنم عن الشكوى إلى هذه اللحظة. وحتى بعد هذه اللحظة في وسط الآلام الشديدة كان ضابطًا لنفسه ـ كان محصورًا بالاهتمام بالآخرين أو بالصلاة لله. ويا له مثالاً رائعًا للصبر!

هل يمكن أن يكون هذا هو الذي وقف مرة في أورشليم في وسط جمع حاشد يقول: "إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ"؟ ( يو 7: 37 ). أ هذا هو الذي جلس على بئر يعقوب مع السامرية يقول لها: "مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ"؟ ( يو 4: 14 ). أ يمكن أن يكون ذاك الذي كان على استعداد أن يُطفئ عطش العالم، هو نفسه الذي يقول الآن: "أَنَا عَطْشَانُ"؟

نعم هو هو نفسه. وهذا التباين ملحوظ في كل أدوار حياته. تباين بين الغنى والفقر الظاهري. كان قادرًا على أن يُغني الكثيرين، ومع ذلك كان يُخدَم من أموال نساء فضليات تبعنه. قال مرة: "أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ" ولكنه أحيانًا "جَاعَ". لقد وعد المؤمنين به "عُرُوشًا" و"مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ" ولكنه عن نفسه يقول: "لِلثَّعَالِب أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ" ( مت 8: 20 ).

إن يسوع المسيح لم يَزَل يقول: "أَنَا عَطْشَانُ". عطشان أن يرى فينا المحبة. عطشان إلى الصلاة. عطشان إلى الخدمة. عطشان إلى القداسة. وفي القلب المُحب المكرَّس الخدوم الطاهر؛ في مثل هذا القلب، يرى الرب من تعب نفسه ويشبع.

جيمس ستوكر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net