الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 5 أبريل 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خطيتك ستطاردك!
"طَارَتْ قُلُوبُهُمْ وَارْتَعَدُوا ... قَائِلِينَ: مَا هَذَا الَّذِي صَنَعَهُ اللهُ بِنَا؟" ( تكوين 42: 28 )
بينما كان إخوة يُوسُف عائدين من مصر، فتح أحدهم زكيبته، فوجد فضته، "فَطَارَتْ قُلُوبُهُمْ وَارْتَعَدُوا بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ قَائِلِينَ: مَا هَذَا الَّذِي صَنَعَهُ اللهُ بِنَا؟" ( تك 42: 28 ). وحقًا إن الضمير المُشتكي رفيقٌ مفزع. ولكنه أمرٌ رائع إذا اشتكى الضمير، وانتبهت إليه. فقد يجذبك هذا إلى أعلى. ولكن ها هم إخوة يوسف، وقد بدأوا يُفكرون في خطيتهم، ليقولوا: "مَا هَذَا الَّذِي صَنَعَهُ اللهُ بِنَا؟". والله يعلم كل شيء عنك يا صديقي. إن ما حدث مع إخوة يوسف يُشبه ما حدث في صباح أحد أيام الاثنين، حينما سارت إحدى السيدات، عدة أميال، لتُقابل واعظًا كان قد كرز في الليلة الماضية، عن إخوة يوسف، وذكر هذه العبارة: "ثق أن خطيتك ستبحث عنك، وستجدك لتكشفك". وإذ أدخلها الواعظ إلى مكتبه، استفسر منها عما يستطيع أن يفعله لها. فأجابت السيدة: أريد أن أستفسر منك عن هذا الكتاب القديم. فأجاب الواعظ: أيُّ كتاب! إنني بالأمس لم أتكلَّم قط عن كتاب ما! فردت بتردد وبعيون دامعة: نعم يا سَيِّدي، ذلك الكتاب القديم! فكرَّر الواعظ كلماته: أيُّ كتاب! إنني بالأمس لم أتكلَّم قط عن كتاب ما! وعندئذٍ روت له الحقيقة التي تحتاج مساعدته من أجلها؛ فمنذ عشرين عامًا، سرقت كتابًا من أحد بيوت أصدقائها! لقد رأته وأُعجِبت به. وها قد استيقظ ضميرها بنفس العبارة التي قالها بالأمس: "ثق أن خطيتك ستبحث عنك، وستجدك لتكشفك". والآن - يا صديقي - اشكر الله الآن إذا كنت قد استيقظت!

لقد استيقظ إخوة يوسف عندما قالوا: "مَا هَذَا الَّذِي صَنَعَهُ اللهُ بِنَا؟". فها هو الله يضع إصبعه على ضمائرهم. وعندما عادوا إلى أبيهم، كان لا بد أن يقولوا: "تَكَلَّمَ مَعَنَا الرَّجُلُ سَيِّدُ الأَرْضِ بِجَفَاءٍ، وَحَسِبَنَا جَوَاسِيسَ الأَرْضِ" ( تك 42: 30 ). فيا صديقي، إذا استطعت أن تُفسِر طرق الله، فستجد أنها كلها محبة. أنت تظن أنه قاس. ولكن كلا البتة؛ إنه يُحبك من كل قلبه، وبذل ابنه من أجل الخطاة مثلي ومثلك.

و. ت. ولستون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net