الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 6 أبريل 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ
"فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ ... إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرًا، وَالظَّلاَمُ بَاق" ( يوحنا 20: 1 )
لم تكن مريم المجدلية بنفس الهدوء والشخصية التي تميل للتأمل مثل مريم بيت عنيا. كما أن مقدار حرصها على السعي لتَعلُّم كلمة الله كان موضع تساؤل. وربما كان مستوى تفكيرها ليس مرتفعًا كالبعض، ولكن هذا لا يدهشنا. فقد أخرج الرب منها سبعة شياطين. وكانت حياتها السابقة رهيبة، ولكن ليس بالضرورة منحطة، ومَن أفلت من مثل هذا الماضي نظيرها، لا يستطيع أن يكتسب بسهولة عادات التلمذة. إلا أن يوحنا20: 1- 8 يُعطينا سجلاً رائعًا عن إخلاصها الذي لا يتجزأ للرب يسوع؛ كانت قد انضمت إلى نساء أُخريات لدهن جسد الرب بالحنوط، ولكنهن لم يجدن الجسد في موضعه.

ولم تستطع مريم أن تفهم الموقف، وحتى عندما رأت الملاكين في القبر لم تتأثر بالمنظر، لأن الرب كان هو كل شغلها الشاغل. وعندما كلَّمها الرب يسوع نفسه ظنته البستاني، بل صرفت انتباهها عنه. ولكن عندما ناداها ببساطة باسمها عرفته في الحال. وتقدمت على ما يبدو لتُمسك به، فقال لها: "لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي"، ولكن حمَّلها برسالة رائعة لكي تنقلها إلى التلاميذ: "قُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ" ( يو 20: 17 ).

يبدو أن مريم ظنت أنها قد استعادت نفس العلاقة التي كانت لها به من قبل؛ علاقة العيان. ولكن لم يكن ممكنًا أن تستمر معرفتها له على هذا الأساس. بل علاقتها به الآن أسمى وأعظم، فبصعوده إلى أبيه، صار لنا كماله. إنه لها الآن في السماء، باعتباره الرأس المُبارك للخليقة الجديدة، والتي فيها تلاميذه هم إخوة له. كم عجيبة هي نعمة ربنا يسوع المتفاضلة! ولقد سُرّ الرب أن يُعلن نفسه هكذا، ليس لأذكى الرجال ولا أكثرهم حيوية، بل لامرأة كان حبها له حقيقي لا يتزعزع، وهي أول شاهد على قيامته ( مر 16: 9 ). فهل نرغب نحن أيضًا في نفس التكريس القلبي له؟!

ليزلي جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net