الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 11 مايو 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أحْلاَم يُوسُف النَّجَّار
"أَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا" ( مت 2: 23 )
عندما غضب هيرودس الكبير لتصرف المجوس معه، لم يرَ أمامه بديلاً إلا القتل الوحشي لأطفال بيت لحم. وكان هيرودس، على أية حال، يُقاوم الله، الذي أحبط قصده، بإرسال ملاك ليوسف في حُلم للمرة الثانية ( مت 1: 20 ؛ 2: 13)، فهرب بالصبي مع أُمِّهِ، إلى مصر، وبذلك تحققت نبوءة هوشع 11: 1 "مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني" (ع15). وبذلك اقتفى الرب يسوع تاريخ شعب إسرائيل. وكم كان من السهل على الله أن يفسد خطة هيرودس الشرير، وكم كان من السهل عليه أيضًا أن يتعامل مع هيرودس نفسه. ولكن لا يُضَيِّع البشير متى السطور في وصف نهايته، إنما يقول ببساطة: "لَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ (للمرة الثالثة) فِي حُلْمٍ لِيُوسُفَ فِي مِصْرَ"، موجهًا إياه: ""قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ (ارجع) إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ"، مُطمئنًا إياه "لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ" (ع19، 20).

ومن الواضح، أن نية يوسف في البداية، كانت العودة إلى اليهودية. ولكن لمّا بلغته الأخبار أن "أَرْخِيلاَوُسَ" قد خَلَفَ هيرودس أبيه ملكًا على اليهودية، جعله الخوف يتردد. وللمرة الرابعة وجه الله يوسف في حلم. وهكذا، وُجِّهوا هو ومريم والصبي أن يعودوا إلى الناصرة موطنهم الأصلي ( لو 2: 39 ). ونلاحظ كيف وجَّه الله كل هذه التحركات؛ مرة بالظروف، مثل "أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ ... فَذَهَبَ ... كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ (مدينته الأصلية حسب سبطه)" ( لو 2: 1 ، 2)، والأخبار عن مُلك "أَرْخِيلاَوُسَ" عوضًا عن أبيه (ع22)، ومرة بالأحلام (في أربعة مناسبات). وبذلك أُحبطت خطة العدو. وهكذا، فَتح "الْبَوَّابُ" باب "حَظِيرَةِ الْخِرَافِ" لكي يدخل "الرَّاعِي الْحَقِيقِيُّ" ( يو 10: 1 -5)، بالرغم من كل أعمال العدو، وأيضًا تحققت النبوات، ليس فقط في الإتيان بيسوع من مصر، بل أيضًا أنه "سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا".

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net