الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 18 مايو 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مَلِكَةُ سَبَا
"سَمِعَتْ مَلِكَةُ سَبَا بِخَبَرِ سُلَيْمَانَ ... فَأَتَتْ لِتَمْتَحِنَهُ بِمَسَائِلَ" ( 1ملوك 10: 1 )
كان يشغل قلب مَلِكَة سَبَا الكثير من المسائل أو الألغاز أو المشكلات الخطيرة، لم يكن لأحد أن يُجاوبها عنها مِمَن يُحاورونها، فأحست صادقة بأن سليمان، وله تلك الحكمة الممنوحة من الله ، في استطاعته أن يُعاونها. وهكذا قامت بالرحلة التي أكسبتها ثناءً علنيًا من الرب يسوع، بعد ألف سنة ( مت 12: 42 ).

أما ماذا كانت "مَسَائِلَ" أو "ألغاز" الملكة، فتلك مسألة لا نعرفها، على أنها قد أُجيبت عنها جميعًا بحكمة إلهية. ومن بعدها أشارت امرأة بِئْر سُوخَار إلى مشكلات يومها حين قالت: "أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مَسِيَّا، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْمَسِيحُ، يَأْتِي. فَمَتَى جَاءَ ذَاكَ يُخْبِرُنَا بِكُلِّ شَيْءٍ". ولم تكن تَعْلَم أنها تتحدث فعلاً مع المسيح الموعود نفسه، الذي فاجأها بالقول: "أَنَا الَّذِي أُكَلِّمُكِ هُوَ"! ( يو 4: 25 ، 26). ونحن اليوم لا نستطيع أن نتكلَّم معه وجهًا لوجه، لكننا نسمع صوته في الكتاب، وهناك نلقى جوابًا لكل أعواز نفوسنا.

إن ما سمعته الملكة أشبعها، ولكن ما رأته حيَّرها وأذهلها. لقد وجدت نفسها في حضرة الإنسان الذي رفَّعَهُ الله! شاهدت مجده وعظمته، ولاحظت العز والهناء اللذين يعيش فيهما عبيده! "فَلَمْ يَبْقَ فِيهَا رُوحٌ بَعْدُ" (ع5). وبالقياس ذاته، قد أتت بنا حاجتنا إلى مسيح الله، وفي إعلانات نعمته ارتاحت ضمائرنا، وسُويت مشكلاتنا، ولم يعد يزعجنا بعد إحساس بالحاجة أو الخطر، فإننا تحررنا لكي يتسنى لنا أن نتأمل فيه. فهو إنسان الله المُمَجَّد، الإنسان الذي أكمَلَ العمل الذي أعطاه إياه الله، مركز مشورات نعمته، رأس الجسد الكنيسة، ورأس مسكونة الله السعيدة. لقد ابتهج استفانوس بمنظر مجده الحاضر بهجة شددته لكي يحتمل الموت منتصرًا. وامتلأ بولس وابتهج بنفس المشهد، حتى تشدد لكي يحيا ويخدم ويتألم من أجل اسمه. ألا ليت قلوبنا تتنبَّه وتُدرك!

فراداي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net