الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 26 مايو 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كَشَجَرَاتِ عُودٍ
"مَا أَحْسَنَ خِيَامَكَ يَا يَعْقُوبُ! ... كَشَجَرَاتِ عُودٍ غَرَسَهَا الرَّبُّ" ( عدد 24: 5 ، 6)
يا لها من رائحة ذكية! فبلعام يقول عن شعب الله إنهم "كَشَجَرَاتِ عُودٍ غَرَسَهَا الرَّبُّ". ويُقال إن شجرة العود نبات يستحضر من بلد آخر إذ أن موطنها الأصلي شرق وجنوب شرق آسيا، وبسبب رائحتها الذكية تغرس في تربة جيدة، وتحاط بكل العناية. وقد نُقل الشعب من مصر إلى مكان اهتمام وعناية الرب ( مز 80: 8 يو 17: 14 ، 2). كما أن المسيحي الحقيقي ليس من هذا العالم، فهو من السماء (يو17: 14؛ في3: 20)، ويجب عليه ألا تكون له صداقة مع العالم.

كما أن رائحة العود تتزايد بمرور السنين، فالشجرة الأكبر رائحتها أذكى وأعظم. ومن ينكر أن هؤلاء الذين لهم عادة السير مع الله والجلوس أمامه كثيرًا لهم هذه الرائحة الذكية المتزايدة.

ويوصف الرب يسوع في عظمته وهو مستعلن بالمجد والقوة بالصفات الآتية "كُلُّ ثِيَابِكَ مُرٌّ وَعُودٌ وَسَلِيخَةٌ" ( مز 45: 8 ). ونقرأ عن يُوسُفَ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ أنه أخذ جسد يسوع، وكذلك أَيْضًا نِيقُودِيمُوسُ، وَهُوَ حَامِلٌ مَزِيجَ مُرّ وَعُودٍ نَحْوَ مِئَةِ مَنًا "فَأَخَذَا جَسَدَ يَسُوعَ، وَلَفَّاهُ بِأَكْفَانٍ مَعَ الأَطْيَابِ، كَمَا لِلْيَهُودِ عَادَةٌ أَنْ يُكَفِّنُوا" ( يو 19: 38 -40).

ومما يدعو للدهشة أن الرب - على لسان بلعام - يُصور رائحة شعبه برائحة هذه الشجرة، وعلى نفس القياس يأمر الرب موسى أن يضع اللبان النقي على الاثنى عشر قرصًا التي توضع على مائدة خبز الوجوه في القدس ( لا 24: 7 )، كما يُوضع اللبان أيضًا على تقدمة الدقيق الذي يشير إلى نقاوة الرب يسوع ورائحته الذكية العطرة. ونرى في اللبان الذي يوضع على الاثني عشر قرصًا أن رائحة شعبه مستمدة من رائحة المسيح، فهم رائحته الذكية العطرة. وهذا الفكر يجب أن يؤثر عمليًا على حياتنا، لأننا رائحة المسيح الذكية. يا ليت كلماتنا وطرقنا تتوافق مع هذا!

رشاد فكري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net