الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 3 مايو 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تَحَنَّنْ عَلَيْنَا وَأَعِنَّا
"إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ. كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ" ( مرقس 9: 23 )
قصة شفاء الغلام الذي به روح نجس ( مر 9: 14 -29)، تضع أمامنا مبادئ هامة ونافعة للآباء:

أولاً: تكشف القصة النقاب عن الحرب الروحية، وتعرض أمامنا هذا الصراع المستمر في كل العصور؛ الصراع مع أجناد الشر الروحية في السماويات: فقد يركز المجتمع على الصراعات القومية، أو الخصومات الشخصية، أو الاضطرابات الاقتصادية. ولكن الأصل الدفين وراء كل ويلات العالم هي هجمات الشيطان، ذاك الذي كل شهوته أن "يَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ" ( يو 10: 10 ). فهذا الولد المسكين لم يكن بمقدوره أن ينظم حياته أو يتحكم فيها. ولقد حاول الروح النجس كثيرًا أن يقتله. فالحرب الروحية إذًا حقيقة لا يمكن تجاهلها. ثانيًا: أحضر الأب ابنه إلى الرب يسوع: لم يكن هناك خيار آخر أمامه إذا أراد إنقاذ ابنه. فحتى التلاميذ عجزوا عن مدّ العون له. وقد قوبل طلب الرجل بترحاب واهتمام الرب، فدعاه: "قَدِّمُوهُ إِلَيَّ!" (ع19). وهذا بالضبط ما ينبغي أن نعمله: أن نستحضر عائلاتنا إلى الرب يسوع. فهو وحده الذي يستطيع أن يسد حاجات أولادنا، إذ أنه وحده الذي يعلم هذه الاحتياجات بالضبط، كما حدث في قصتنا. فالأب تحدَّث عن "رُوحٌ أَخْرَسُ" (ع17)، ولكن الرب يسوع انتهر الروح النجس قائلاً له: "أَيُّهَا الرُّوحُ الأَخْرَسُ الأَصَمُّ" (ع25). ثالثًا: الإيمان أمر جوهري ولازم: فالأب في قصتنا لم يتحدث عن استحقاق شخصي أو ثقة في ذاته، بل بالحري صرخ في استعطاف وبدموع، وقال: "أُومِنُ يَا سَيِّدُ، فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي" (ع24). فاقترابنا إلى المسيح يأتي بعد اكتشافنا لخوائنا الروحي ولخطيتنا ولعدم استحقاقنا ولفشلنا الدائم والمستمر، وإذ ذاك نضع ثقتنا في الرب يسوع باعتباره الشخص الذي دفع ديننا بموته وذبيحته الكاملة الكافية. وعندما نختبر كفاية الرب لسداد كل احتياج لنا وإشباع كل عَوَز فينا، عندئذ يمكننا أن نستحضر أولادنا وعائلاتنا له.

س. س. كامبل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net