الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 4 مايو 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تكريس إِتَّاي الْجَتِّيِّ
"حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ وَحَيٌّ سَيِّدِي الْمَلِكُ، إِنَّهُ حَيْثُمَا كَانَ سَيِّدِي الْمَلِكُ، إِنْ كَانَ لِلْمَوْتِ أَوْ لِلْحَيَاةِ، فَهُنَاكَ يَكُونُ عَبْدُكَ أَيْضًا" ( 2صم 15: 21 )
كشعلة متقدة في ليلة حالكة الظلام، هكذا لمع تكريس إِتَّاي الْجَتِّيِّ بوضوح في مشهد الاضطراب. فمُلك داود على إسرائيل يبدو أنه انهار فجأة إذ دبر ابنه أبشالوم انقلابًا ناجحًا، حيث استرق قلوب رجال إسرائيل. وحتى أخيتوفل مشير داود ومحل ثقته، ربط مستقبله بالنجم الصاعد أبشالوم.

هذا ما جعل تكريس إتاي بديعًا! لقد رُفض داود من شعبه، وكان الولاء لأبشالوم هو الأمر الشائع. وبالإضافة إلى ذلك جاء إِتَّاي من جَتّ، مدينة أعداء داود، بما فيهم جليات. وكان إِتَّاي قد عرف داود من زمن قريب، ولم يضع داود عليه أي ضغط، ليصير خادمًا له، ويتبعه، بل في الواقع شجعه داود ليذهب حيثما تبدو الأمور أيسر (ع 19، 20).

أما إِتَّاي فلم يتراجع عن اتباع داود، فتعبير تكريسه من كل القلب لداود يذكرنا بكلمات مشابهة للرسول بولس في فيلبي 1: 21 "لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ". لقد احتقر التكلفة والخطر، ولم يبالِ بما يظنه الآخرون، أو يفعلوا. كان قلبه مُتعلقًا بداود، مُعتبرًا أنه شرف عظيم له أن يتبع ملك إسرائيل المرفوض إلى المنفى.

بشكل ملفت كان تكريس إِتَّاي مُعديًا جدًا. 600 رجل تبعوه من جَتّ ( 2صم 15: 18 )، وهؤلاء الرجال مع جميع الأطفال الصغار، عبروا معه ورافقوه، إذ وضع حياته على المحك. من منهم علم بالمخاطر التي يحتضنها بتبعية داود؟ وسرعان ما عُيّن إتاى مسؤولًا عن ثلث جيش داود، وهم زاحفون إلى المعركة المحتومة ضد قوات أبشالوم.

انتصر رجال داود بما فيهم إِتَّاي في تلك المعركة، لكن ليست هذه هي النقطة الآن بل تكريس إِتَّاي البسيط الذي جعله ينجذب إلى داود، ويضع حياته عند قدميه، بالرغم من كل العقبات. يا ليت لنا المزيد من إِتَّاي في جيش المسيح اليوم!

جرانت ستايدل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net