يذكر لنا يوحنا خمسة أصناف من البشر وقفوا عند الصليب:
(1) الجاحدين الخائنين: "وَكَانَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ أَيْضًا وَاقِفًا مَعَهُمْ" ( يو 18: 5 ). رافق يهوذا المسيح لمدة تزيد عن 3 سنوات، لكن في موقف مخزٍ وجبان، باع سيده بأبخس الأثمان، جاء معهم إلى البستان، فهو يعرف المكان، وبقبلة غاشة سلم ابن الإنسان، ثم مضى وشنق نفسه، إنها نهاية حزينة لصديقٍ خائن!
(2) الفاترين الباردين: "وَكَانَ الْعَبِيدُ وَالْخُدَّامُ وَاقِفِينَ ... وَكَانُوا يَصْطَلُونَ، وَكَانَ بُطْرُسُ وَاقِفًا مَعَهُمْ يَصْطَلِي" ( يو 18: 18 ). يوحنا دخل مع يسوع، أما بطرس فظل واقفًا مع العبيد والخدام يصطلون. فليتنا نتجنب الفاترين الباردين.
(3) الأعداء المعتدين: "وَلَمَّا قَالَ هَذَا لَطَمَ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنَ الْخُدَّامِ كَانَ وَاقِفًا، قَائِلاً: أَهَكَذَا تُجَاوِبُ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ؟". ويا للوقاحة! ولكن "أَجَابَهُ يَسُوعُ: إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيًّا فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ، وَإِنْ حَسَنًا فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟". ويا للوداعة! ( يو 18: 22 ، 23). ومن المؤكد أن عبارة "لِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟" سوف تعذب ضمير ذلك العبد إلى أبد الآبدين.
(4) الموقرين العابدين: "كَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ، أُمُّهُ، وَأُخْتُ أُمِّهِ، مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا، وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ" ( يوحنا 19: 25 ). كانت مريم مع النساء تراقب في خشوع وتعبد، وقد تم فيها القول: "وَأَنْتِ أَيْضًا يَجُوزُ فِي نَفْسِكِ سَيْفٌ" ( لو 2: 35 ).
(5) الأمناء المحبين: "فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ أُمَّهُ، وَالتِّلْمِيذَ الَّذِي كَانَ يُحِبُّهُ وَاقِفًا" ( يو 19: 26 ). كان واقفًا بالقرب من مريم يوحنا: "التِّلْمِيذُ الَّذِي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ"، لذلك كلَّفه بأعظم الأعمال إذ قال له: "هُوَذَا أُمُّكَ"، فعندما نكون قريبين من الرب يُكلِّفنا بأمور عظيمة.