الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 1 يونيو 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مَتَّى الْعَشَّار
"قَالَ لَهُ: اتْبَعْنِي. فَقَامَ وَتَبِعَهُ" ( متى 9: 9 )
نلاحظ أن "مَتَّى" لم يُشِر في إنجيله أنه ضحى بأي شيء ليتبع المسيح، وذلك لأنه كان ينظر إلى ما خسره باعتباره نُفاية لا قيمة حقيقية له ( في 3: 7 ). لقد تغيَّر هدف حياته ومحورها، وارتبط بالرب في طريق جديدة: هذه هي الولادة ثانية.

لا ننكر أن "مَتَّى" خسر بعض الأشياء الزمنية نتيجة قبوله لدعوة المسيح، لكنه ربح أعظم منها بما لا يقاس؛ فهو باتباعه للمسيح ترك وظيفة كانت تُدِر عليه دخلاً يجعله يعيش في سعة. ويبدو أن "مَتَّى" كان يعيش في بحبوحة، إذ كان يمتلك بيتًا كبيرًا، أمكنه أن يدعو فيه جمعًا كبيرًا ( لو 5: 29 ). هو طبعًا باتباعه للمسيح خسر هذا كله، لأنه تبع الشخص الذي كان قد قال عن نفسه قبل قليل: "لِلثَّعَالِب أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ" ( مت 8: 20 ). خسر الراحة الجسدية والتمتع الوقتي. وعادة تكون دعوة المسيح مصحوبة بالخسارة المادية لا المكسب، وبالتعب الجسدي لا الراحة، بنفور الناس واضطهادهم لا بمديحهم وإكرامهم. لكنه مع كل ذلك لبَّى دعوة المسيح له دون تردد، وأصبح أحد رُسُل المسيح الاثني عشر، فتَمَتَّع مبدئيًا براحة الضمير وراحة القلب ( مت 11: 28 ، 29)، وتمتع بالسلطان لأن يُجري المعجزات باعتباره رسول الملك ( مت 10: 5 -8)، كما تمتع بأيام ابن الإنسان الرائعة ( مت 9: 15 مت 19: 28 ). ثم بعد ذلك استخدمه الروح القدس ليكتب أول أسفار العهد الجديد؛ البشارة الأولى والمعنونة باسمه. وعن قريب، عندما يملك المسيح، سيجلس معه هو وباقي الرُسُل الاثني عشر، على اثني عشر كرسيًا، يدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر ( رؤ 21: 14 ). هذا في الدائرة الأرضية، وأما في الدائرة السماوية فسيلمع اسمه - ضمن رسل الحمل الاثني عشر - على أحد أساسات المدينة المقدسة، أورشليم السماوية (رؤ21: 14)!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net