الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 23 يونيو 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ارْعَ غَنَمِي
"أَتَى الرُّعَاةُ وَطَرَدُوهُنَّ. فَنَهَضَ مُوسَى وَأَنْجَدَهُنَّ، وَسَقَى غَنَمَهُنَّ" ( خروج 2: 17 )
لقد طرد هؤلاء الرعاة، قساة القلوب، بنات كاهن مديان! ويا لها من صورة ترسم أمامنا بدقة شديدة ما يجرى حولنا اليوم، فالرعاة الجسديون - غير المؤمنين - عوضًا عن أن يجعلوا كلمة الله مُتاحة للجميع بقوة الروح القدس، نراهم بكل أسف يمنعون النفوس المتعطشة الجائعة، ويحرمونها من الطعام الروحي المناسب والضروري لنمو النفس وبركتها.

وهنا نرى رجلاً قد تخلى عن أمجاد قصر فرعون، مُتحِدًّا نفسه بشعب الله، وفي عمل الله لا مجال للجسد أو الذات، الكل ينبغي أن يوضع على المذبح! وبالإيمان ترك موسى مصر وأمجادها، وها هي الفرصة مواتية لتقديم خدمة، فعندما أتت البنات ليستقين، ويملأن الأجران ليسقين غنم أبيهن، طردهن الرعاة الفاسدون. لكن موسى جاء لنجدتهن، وأنقذهن، وسقى غنمهن. وبوسعنا أن نتعلَّم الشيء الكثير من تصرف موسى هذا، فإن الناس حولنا كبارًا وصغارًا، يحتاجون إلى نجدة عاجلة تتمثل في قراءة كلمة الله وفهمها. وبإمكاننا أن نخدم الرب إذ نُتيح لهؤلاء الفرصة لدرس الكلمة وفهمها، إذ أن روح الله هو الذي يمنح الحياة للنفس الجائعة.

وماذا فعل الرب يسوع نفسه له المجد؟ لقد ظهر في المشهد، وأنقذ، وسقى القطيع. فإن خدمته على الأرض كانت تكريسًا كاملاً لمجد الآب، ومساعدة المرضى، وشفاء السقماء "فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ الْعَظِيمِ مِنَ الْعِيدِ وَقَفَ يَسُوعُ وَنَادَى قِائِلاً: إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ" ( يو 7: 37 ).

ولنتأمل في المُعْطي الحقيقي، وفي العطية العُظمى. فإن الماء الذي يُعطيه هو - تبارك اسمه - يكفي للنفس العطشانة. وهو مُستعد في كل حين لأن يهبنا ريًّا بهذه المياه المجانية، ذاك الذي خدمنا بالحق. ويا له نبعًا من البركة ذاك الذي نجده عندما نخدم نحن أيضًا، ومعنا المياه الحية: المجانية والـمُحيية، الـمُشبعة والـمُروية!

كلاس روت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net