الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 8 يونيو 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شفاعة نَحَمْيَا
"إِنِّي أَنَا وَبَيْتُ أَبِي قَدْ أَخْطَأْنَا. لَقَدْ أَفْسَدْنَا أَمَامَكَ" ( نحميا 1: 6 ، 7)
أي أمر كان يستطيع أن يجلِب الألم والحزن لنحميا أكثر من الوصف المروع الذي بَلَغَهُ عن بقية يهوذا وأورشليم؟ وأي أثر مؤلم كان لهذا الخبر على قلب ذلك الإسرائيلي الحقيقي؟ يقول: "فَلَمَّا سَمِعْتُ هذَا الْكَلاَمَ جَلَسْتُ وَبَكَيْتُ وَنُحْتُ أَيَّامًا، وَصُمْتُ وَصَلَّيْتُ أَمَامَ إِلهِ السَّمَاءِ" (ع4). لقد وضع نحميا على نفسه حالة الشعب المُحزنة، وشعر بها بحسب مشيئة الله، فتألم لألمهم، ولكنه عرف في الوقت نفسه إلى مَن يلجأ. وكما قال يعقوب الرسول: "أَعَلَى أَحَدٍ بَيْنَكُمْ مَشَقَّاتٌ؟ فَلْيُصَلِّ" ( يع 5: 13 )، هكذا فعل نحميا إذ "بَكَى ونَاح وصَام وصَلى"، لأن في الصلاة منفذًا. ولا شك في أن روح الله هو الذي وضع هذه المشغولية في قلب نحميا.

وفي توسلات نحميا نرى أمرين أساسيين: تبرير الله، والاعتراف بالخطأ. فنحميا يعترف بصراحة بأمانة الله، وعدم وجود أي تقصير من جهته، فهو "الْحَافِظُ الْعَهْدَ وَالرَّحْمَةَ لِمُحِبِّيهِ وَحَافِظِي وَصَايَاهُ،" (ع5).

ولكن بالرغم من بُعد المسافة التي كانت بين الله ونحميا، وبالرغم من المركز الذي له أمام الله - تحت الناموس - فقد أدرك ما لا يُدركه المسيحيون اليوم في مثل هذه الظروف إلا قليلاً، وهو: الشفاعة لأجل شعبه. كان نحميا يُصلي من أجلهم نهارًا وليلاً، لذلك كانت له القوة للاعتراف بخطاياهم. وليس من امتياز يُمكن أن يُمنح لأي إنسان أسمى من ذلك الامتياز الذي وهبَه الله لنحميا؛ امتياز القوة التي جعلته يَتَّحِد قلبيًا مع إسرائيل، ويعترف بخطاياهم كأنها خطاياه "فَإِنِّي أَنَا وَبَيْتُ أَبِي قَدْ أَخْطَأْنَا" (ع6). وهذه علامة حقيقية بارزة للقوة الروحية.

كثيرون يستطيعون أن ينوحوا على حالة شعب الله السيئة، ولكن قليلون هم الذين تمتزج روحهم مع شعب الله، وهؤلاء فقط هم الذين يستطيعون أن يقفوا في حضرة الله لأجل الشفاعة الحقيقية من نحو شعبه.

دينيت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net