الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 2 يوليو 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الصليب
"حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ" ( 1بطرس 2: 24 )
صليب المسيح هو موقع الالتقاء السعيد بين الله والإنسان. وبدون موت الصليب لا يكون انتصار على الموت. وبدون موت الصليب لا يكون خلاص من الجحيم. وبدون موت الصليب فلا يمكن أن يكون للعالم أي شعاع من البهجة نحو المستقبل. وبدون موت الصليب لا يُمكن لأي خاطئ أن يصل مُطلقًا إلى مساكن المجد. ولكن الإنجيل المبارك يُعلن أن المسيح قد مات، ويُبرز أمامنا - بكل جلاء - القيمة الأدبية لموت المسيح. كما أن ربنا يسوع قد علَّم بنفس الشيء، فهو قد قال: "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ" ( يو 12: 24 ).

فسلام المؤمن مع الله إنما هو فقط بواسطة عمل المسيح الفدائي. فنحن قد تبرَّرنا بِدَمِهِ، وتقدسنا بِدَمِهِ، ولنا به قدوم إلى محضر الله، حيث يوجد كاهننا العظيم، بكل قيمة ِدَمِهِ الكريم. وفي موت المسيح نرى محبة الله العجيبة للإنسان، والتي أُعلِنت بأجلى بيان. فهناك نرى المسيح قد "أَحَبَّ الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا" ( أف 5: 25 ). وهناك نرى "مَلِك الْيَهُود" قد مات لأجل هذه الأُمَّةُ كُلُّهَا ( يو 11: 50 ). وهناك نرى أن "اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ" ( 2كو 5: 19 ). وهناك نرى بغضة الله اللامتناهية للخطية، ومحبته العجيبة للخطاة. وهناك نرى ربنا يسوع المسيح، وقد حمل خطايانا في جسده على الخشبة ( 1بط 2: 24 ). وهناك جُعِلَ خطية لأجلنا ( 2كو 5: 21 ). وهناك جُعِلَت نفسه ذبيحة للخطية. وهناك قد تألم مرة تحت غضب الله، لكيما نجد السلام الأبدي والبركة الأبدية.

والآن هو يُخلِّص إلى التمام. وسيُخلِّصك إذا أتيت إليه. وما أعظم أن تكون لغة قلبك: "مذنبًا ضعيفًا كدودة عاجزة أقع بين ذراعيك العطوفتين، أنت ربي ... وأنت بري وأنت مُخلِّصي ... وأنت كل شيء لي".

هـ. هـ. سنل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net