الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 7 يوليو 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أفراح السماء
"الْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ" ( لوقا 2: 14 )
في فاتحة إنجيل لوقا نرى السماء قريبة من الأرض، مهتمة بخير الإنسان، بعد أن كنا نظن أن السماء نفرت من الأرض لسوء تصرف البشر. ولكنها ليست هكذا، بل ها نحن نرى أبوابها مفتوحة، وخدامها بغاية السرور لخدمتها، ولكن ليست قوة الإنسان وحكمته هي التي فتحت السماء واستجلبت بركاتها، بل احتياجاتنا.

لقد كان زكريا وأليصابات "كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ، سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ"، وهما من العائلة الكهنوتية. ولكن برهما وإن يكن جميلاً جدًا، لكنه لم يفتح لهما السماء، بل عجزهما واحتياجهما. فإن أليصابات كانت عاقرًا، وكانا كلاهما متقدمين في أيامهما، فجاء إليه جبرائيل بكلمة وعد من السما، توافق عجزهما. إن ضعفاتنا وأحزاننا تستجلب بركات السما، فنرى خدمة ملائكة الله للعتيدين أن يرثوا الخلاص. ولم يكن فرق عند الملائكة من جهة محل خدمتهم، فقد حضر جبرائيل إلى الهيكل في المدينة المقدسة، كما وذهب إلى مدينة مُحتقرة في الجليل. وقد ملأ مجد الله حقول بيت لحم، إذ ظهر جمهور من الجُند السماوي لرعاة متبدين، وكذلك ملأ الروح القدس بنوره وقوته أتقياء إسرائيل، أولئك المنتظرين تتميم وعد الله.

وأما الابن وقد اتخذ جسدًا، فقد كان موضوع أفراح السماء وخدمة ملائكتها، وغاية انتظار الأتقياء. فنحن نرى السماء وقد اقتربت إلى الأرض. وإن كانت المشقات تنتج من تحت، فها هي البركات تنحدر من فوق، فتُسبب فرحًا في السماء، كما في قلوب المحتاجين هنا على الأرض. فاشترك في أفراح تلك الأيام السعيدة، الرعاة المُتبدون، والنساء المُنعم عليهن، وحتى الجنين في بطن أليصابات. وانتهى انتظار القديسين، إذ عاينوا خلاص الله، فامتلأوا سُبحًا وشكرًا. فبهذه الشهادات تأكدنا أن باب السماء قد فُتِحَ للأرض فتحًا كاملاً، وصارت الشركة والألفة بينهما عظيمة بمقدار ما أن العطايا ثمينة.

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net