الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 10 أغسطس 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سَالُومَةُ
"تَبِعْنَهُ وَخَدَمْنَهُ ... صَعِدْنَ مَعَهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ" ( مرقس 15: 41 )
"سَالُومَةُ" والاسم معناه "مُسالمة"، هي زوجة "زَبْدِي"، وأم يعقوب ويوحنا ( مت 27: 55 ، 56؛ مر15: 40، 41؛ 16: 1، 2)، وهي إحدى النساء "اللَّوَاتِي أَيْضًا تَبِعْنَهُ وَخَدَمْنَهُ حِينَ كَانَ فِي الْجَلِيلِ ... اللَّوَاتِي صَعِدْنَ مَعَهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ" ( مر 15: 40 ، 41). لقد اجتُذبت سَالُومَةُ بالنعمة لمخلِّصها "بِرُبُطِ الْمَحَبَّةِ" لتجري وراءه، فكان سرورها في اتباعه وخدمته؛ تبعته أينما ذهب، وأصبحت واحدة من أكثر تلميذات المسيح حبًا وتكريسًا له، فعاشت له، وقدمت له كل ما تملك يداها وقلبها؛ كرست له مالها، ووقتها، ومحبتها.

لقد اختبرت "سَالُومَةُ" محبة الرب يسوع المسيح الشخصية لها، فبادلته المحبة، لأن محبة المسيح تُنشئ محبة "نَحْنُ نُحِبُّهُ (نُحِبّ) لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً" ( 1يو 4: 19 ). وعندما أتت الساعة الحرجة حين تُمتحن المحبة بنيران الألم، لم تتراجع سَالُومَةُ، وثبتت إلى المنتهى معه. لقد تركه الجميع وهربوا وتخلوا عنه، ولكن سَالُومَةُ ورفيقاتها لم يتركنه وتبعنه إلى خارج أسوار المدينة، إلى الجلجثة. لقد كانت واحدة من جماعة النسوة التقيَّات اللواتي وقفن بالقرب من الصليب، ليكن بالقرب من الرب يسوع في ساعات الألم الختامية للصلب ( لو 23: 49 ؛ مر15: 40، 41؛ مت27: 55)، واستمعن بقلب كسير لصرخاته المريرة، وأخذن يراقبن ما يحدث خلال الساعات الرهيبة، حتى أغمد الجندي الروماني الحربة في جنب المُخلِّص، وأعلَن موته.

نعم، لقد كانت سَالُومَةُ هناك عندما صلبوا ربها، وكانت معه وقت الدفن لتنظر كيف وُضع جسده الكريم في قبر جديد في البستان ( لو 23: 55 ). وكانت سَالُومَةُ أيضًا من ضمن النساء اللواتي أتين إلى القبر، في أول الأسبوع أول الفجر، حاملات الحنوط الذي أعددنه، لكي يواصلن خدمة المحبة لجسد الفادي الكريم الذي مات لأجلهن ( مر 16: 1 ؛ لو24: 1). فيا لها من محبة إلى المنتهى!

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net