الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 30 أغسطس 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي!
"مُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هذِهِ تُرْجَمُ" ( يوحنا 8: 5 )
إنه شيء مفزع بالنسبة للخاطئ أن يقع في أيدي رفقائه الخطاة، إذ أن الخطية تعمي عيونهم عن أخطائهم، ولكنها تدفعهم إلى تعقب أخطاء الآخرين ليُُشهّروا بها. ويا له من مشهد مرعب هنا! لم يكن هناك واحد من هؤلاء الناس يستطيع أن يدافع عن خلوه من هذه الخطية بالذات، مع الفارق الوحيد أنه لم يُكتَشَف أمره، ولكن لم يوجد لديهم الخجل بسبب خطيتهم، ولم تكن هناك شفقة على الخاطئة، ولا غيرة على مجد الله، ولا رغبة في إرجاع المنحرف، إذ لم تكن هذه الحادثة بالنسبة لهم سوى مادة ليجربوا بها الرب!

لا رجاء للخاطئ الذي يقع في أيدٍ مثل هذه. ربما يرسلونه إلى القاضي أو إلى السجن، وربما يتخذون من هذه الحالة مادة لأحاديثهم العابرة، أو لخلافاتهم العارضة، أو لتصفية حساباتهم، أو لنشاطهم الإلكتروني الفيسبوكي اليوتيوبي المحموم، وربما يدرسونها كنقص في مجتمعهم، ولكنهم لا يحاولون أن يدركوا مقدار الألم الذي يحل بقلب الخاطئ، أو الحزن الذي يعتمل في قلب المُخلِّص.

ولكن ماذا عن الناموس؟! إن "مُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ". إن أقل انتهاك لوصايا الناموس يستلزم القصاص عاجلاً ومريعًا. قد تكون الإساءة الأولى، أو قد تكون خطية قد اقترفت، ثم تبعها فيضان من الدموع وتأنيب الضمير. ولكن الناموس لا يعرف أن يُعطي فرصة ثانية للخاطئ. إنه يرفع ذراعه الثقيلة لكي يضرب، فيقع المُخطئ تحت لعنته وعقوبته. فالخاطئ ليس لديه أي أمل، عندما يقف أمام محاكمة الناموس.

إن العالم ملئ بالخطاة الذين انغمسوا في خطايا أعمق، لأن رفقائهم الأكثر تدينًا علَّموهم أنه لا أمل لهم في الخلاص، وهم في مثل تلك الحالة. هذا ليس صوابًا، إذ أن الخطاة يستطيعون أن يخلصوا لو تُركوا وحدهم مع الرب يسوع، مثل هذه المرأة.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net