الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 6 أغسطس 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَحْسَنْتَ الرُّؤْيَةَ
"مَاذَا أَنْتَ رَاءٍ يَا إِرْمِيَا؟ فَقُلْتُ: أَنَا رَاءٍ قَضِيبَ لَوْزٍ. فَقَالَ الرَّبُّ لِي: أَحْسَنْتَ الرُّؤْيَةَ، لأَنِّي أَنَا سَاهِرٌ عَلَى كَلِمَتِي لأُجْرِيَهَا" ( إرميا 1: 11 )
بالقيامة من الأموات تتميّز مسيحيتنا، فكل رُسل الإصلاح الذين أسَّسوا مذاهب دينية، وكل القادة الدينيين في مشارق الأرض ومغاربها، لا يمكن أن يُقال عنهم إنهم جاءوا ليُعلنوا الله للناس، أو ليُمثلوا الناس قدام الله، لأنهم عندما قُطعوا من الأرض ودخلت أجسادهم القبور، أُمسكوا كلهم في قبورهم، أما ربنا يسوع المسيح الذي "قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ"، والذي "ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِه" (إش 53) فلم يبق في القبر "إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ" كما قال بطرس في يوم الخمسين "اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ الْمَوْتِ" ( أع 24: 2 ).

جميع أولئك القادة ماتوا وقبورهم عندنا إلى هذا اليوم، أما المسيح فهو الحي، وكان ميتًا وها هو حيٌ إلى أبد الآبدين، وله مفاتيح الهاوية والموت ( رؤ 18: 1 ). المسيح هو الإنسان الكامل الذي سُر الله أن يُكرمه والدليل هو أن الله أقامه من الأموات، وهو وحده الذي له اسم فوق كل اسم، ليس في هذا الدهر فقط، بل على مدى الدهور أيضًا. وهو الذي يقول عن نفسه كمَنْ فيه الحياة: "إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ" ( يو 14: 19 ).

"مَاذَا أَنْتَ رَاءٍ يَا إِرْمِيَا؟" هل ترى قضيبًا قُطع وجفت حياته؟ بل إن إرميا قال: "أَنَا رَاءٍ قَضِيبَ لَوْزٍ"؛ قضيبًا حيًا له ثمره وله حياته. ونحن بالمثل نرى الإنسان يسوع المسيح الذي مات مرة وقام بقوة حياة لا تزول، تنطوي الدهور وسنوه لن تفنى، هو الكائن، والذي كان، والذي يأتي، الحي إلى أبد الآبدين.

كانت عصا هارون التي أفرخت رمزًا للمسيح المُقام من الأموات، ولا تزال ثمار حياته إلى هذا اليوم تزهر وتظهر. فكل إنسان يولد من فوق وكل خاطئ ينال الحياة الأبدية بمعرفة هذا المُخلِّص المجيد، إنما هو ثمرة جديدة ناتجة من "مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ" ( إش 53: 11 ).

إدوارد دينيت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net