الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 5 أغسطس 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يَسْتَجِيبُ طَالِبِيهْ
"فَكَانَ بُطْرُسُ مَحْرُوسًا فِي السِّجْنِ، وَأَمَّا الْكَنِيسَةُ فَكَانَتْ تَصِيرُ مِنْهَا صَلاَةٌ بِلَجَاجَةٍ إِلَى اللهِ مِنْ أَجْلِهِ" ( أعمال 12: 5 )
هنا بطرس في السجن محروسًا بأربعة أرابع من العسكر، ماذا يستطيع أن يعمل؟ وماذا تستطيع أن تعمل له الجماعة القليلة من القديسين؟ يوجد شيء واحد يمكنهم أن يفعلوه؛ أن يُصلوا. تصورهم مجتمعين في بيت "مَرْيَمَ أُمِّ يُوحَنَّا الْمُلَقَّبِ مَرْقُسَ" للصلاة، فتشاهد قوتين عاملتين؛ هيرودس من ناحية بكل سلطان يُلقي بطرس في السجن، ويضع الأغلال في يديه، ويُشدِّد الحراسة عليه. ومن الناحية الأخرى قوة ثانية؛ اجتماع صلاة صغير في بيت مَرْيَمَ. هاتان قوتان، فأي منهما تكسب المعركة؟ لا شك أن الصلاة الحقيقية هي الرابحة دائمًا.

"وَأَمَّا الْكَنِيسَةُ فَكَانَتْ تَصِيرُ مِنْهَا صَلاَةٌ بِلَجَاجَةٍ إِلَى اللهِ مِنْ أَجْلِهِ"؛ تعلَّقوا بالله، والله أكرمهم واستجاب صلاتهم، ولكنه لم يستجبها في الحال لأنهم كان يجب أن يتعلَّموا الصبر، فاستمروا مُصلين وواجهوا ذات المشكلة التي كثيرًا ما نواجهها نحن؛ مشكلة تأخير استجابة الصلاة.

ولا شك أنه كانت هناك عدة أسباب لتأخير الجواب، فالكنيسة في بيت مَرْيَمَ كان الله يريد أن يُعلِّمها شيئاً، يريدها أن تأتي إلى حضرته المرة بعد المرة وتتعرف به أكثر. وإني أتصور المؤمنين الذين اجتمعوا حينئذ يتذكرون بعد وقت، تلك الفرص المباركة التي قضوها في الصلاة في بيت مَرْيَمَ، فيقول الواحد للآخر: ما كان أسعد تلك الفرص! ألا تذكر الشركة العجيبة التي كانت لنا مع الرب يومًا فيومًا؟ حقًا كان تأخير خروج بطرس من السجن لخيرنا، إذ لولاه لحُرمنا من تلك الساعات المباركة.

وأعتقد أيضًا أن الله أخَّر الاستجابة لأجل خاطر بطرس نفسه الذي في طبيعته التعجل والاندفاع إذ أراد الرب أن يُعلِّمه أن يكون ساكن النفس هادئ القلب في الاستناد عليه والانتظار للوقت المعين منه.

ج. ر. ميلر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net