الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 7 سبتمبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نَحَمْيَا وصَلاَتَهُ
"فَقَالَ لِي الْمَلِكُ: مَاذَا طَالِبٌ أَنْتَ؟ فَصَلَّيْتُ إِلَى إِلهِ السَّمَاءِ" ( نحميا 2: 4 )
في فاتحة هذا الأصحاح نرى نحميا منشغلاً بعمله كساقٍ للملك "فَحَمَلْتُ الْخَمْرَ وَأَعْطَيْتُ الْمَلِكَ"، ولكن قلبه كان مُهتمًا بأمور أخرى، ومُثقلاً بأحزان حالة شعبه التَّعِسة. ولكن الخمر والحزن لا يتفقان، لأن الخمر تُفرِّح قلب الإنسان، لذلك لم يحتمل الملك أن يرى وجه ساقيه مُكْمَدًا في هذا الظرف المُفرِح، لأن الكآبة الظاهرة على وجه نحميا عكَّرت صفاء أرتحشستا. وقد اعترف نحميا أنه لم يكن قبل "مُكْمَدًا أَمَامَهُ". لذلك استشاط الملك غضبًا، وتساءل قائلاً: ""لِمَاذَا وَجْهُكَ مُكْمَدٌّ وَأَنْتَ غَيْرُ مَرِيضٍ؟ مَا هذَا إِلاَّ كآبَةَ قَلْبٍ!". وهنا يقول نحميا "فَخِفْتُ كَثِيرًا جِدًّا". ولا عجب، فإن أرتحشستا في ثورة كهذه قد يأمر بإعدامه توًا، ولكن الله حافظ على عبده، وقاده لأن يقول من فيض قلبه وببساطة عن سبب كآبته، فقال للملك: "لِيَحْيَ الْمَلِكُ إِلَى الأَبَدِ. كَيْفَ لاَ يَكْمَدُّ وَجْهِي وَالْمَدِينَةُ بَيْتُ مَقَابِرِ آبَائِي خَرَابٌ، وَأَبْوَابُهَا قَدْ أَكَلَتْهَا النَّارُ؟". وكان أرتحشستا عالِمًا بهذا الموضوع لأنه هو الذي صرَّح لعزرا بالصعود إلى أورشليم وبناء الهيكل، وقد أعطاه بنفسه ذهبًا وفضة لإتمام هذا الغرض. وهكذا استخدم الله كلمات نحميا البسيطة لإعادة اهتمام الملك بحالة أورشليم السيئة.

"فَقَالَ لِي الْمَلِكُ: مَاذَا طَالِبٌ أَنْتَ؟" (ع4). وبكل تأكيد كان كثيرون غير نحميا يُسرعون بالجواب موقنين بإجابة الملك للطلب لأنه تعطَّف من ذاته وسأل، أما نحميا فلم يفعل ذلك. وهنا نرى مظهرًا مجيدًا من خُلق هذا الساقي الحكيم "فَصَلَّيْتُ إِلَى إِلهِ السَّمَاءِ" (ع4)، وبعد الصلاة قدَّم طِلبته للملك. وليس معنى ذلك أنه أبطأ في الرَّد على الملك، كلا. بل إن النقطة التي يجب ملاحظتها هي أنه طرح نفسه أمام إلهه إذ صلى إلى إله السماء، قبلما جاوب سَيِّده ومليكه. وهكذا اعترف نحميا بحاجته إلى الحكمة الإلهية لكي ينطق بالأقوال التي حسب مشيئة الله، وبهذه الطريقة أعلن تلك الفضيلة التي أسماها أحدهم: "القلب الذي يرجع في كل شيء إلى الله".

دينيت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net