الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 6 سبتمبر 2023 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اتْبَعْنِي
"فَقَالَ لَهُ: اتْبَعْنِي. فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَامَ وَتَبِعَهُ" ( لوقا 5: 27 ، 28)
ذلك العشار الذي نظره المسيح ودعاه، لا نظن أنه كان قبل ذلك قد ترك شروره وغيَّر حياته وصار مستقيمًا. كلا، لأن يسوع نظره جالسًا عند مكان الجباية، أي في المحل الذي يؤدي فيه عمله ويرتكب فيه شروره؛ أي دعاه وهو غارق في أوحاله وساقط في هوّته. دعاه وهو في أردأ الحالات وأشنعها. فلا تستكثروا أيها الخطاة شروركم ولا تيأسوا من حالتكم، ولا تنتظروا حتى تُصلحوا من أمركم، بل تعالوا إلى المسيح بحالتكم وهو قادر بنعمته أن يرفعكم من أعمق الحُفر، وأن يطهركم من أقذر الأدران.

نظر يسوع إلى ذلك العشار نظرة طويلة ذات معانِ، ولا بد أن ذلك العشار رفع بصره فرأى يسوع ينظر إليه، فاخترقت تلك النظرة أعماق قلبه، ولا بد أن ذلك العشار إذ نظر يسوع ينظر إليه أدرك بل أحسَّ بمعاني تلك النظرات، ولا بد أن نظرة يسوع كانت تجمع بين الأسف على حالة ذلك العشار، واللهفة على تخليص حياته، وبين الحب لنفسه البشرية والعطف على نفسه الهالكة، والشوق إلى إنقاذ تلك النفس وردّها. أدرك لاَوِي تلك المعاني كلها لأن نعمة الله قد أوصلتها إلى قلبه، فشعر في لحظة أن حالته سيئة، وأن نفسه هالكة، وحينئذٍ أخذ يتلمس الطريق للخلاص فلم يجدها من نفسه، وحينئذٍ شعر يسوع برغبته، وأحس بحيرته، فأراد أن يُريه الطريق للخلاص في القول "اتْبَعْنِي".

تلك هي طريق الخلاص الوحيدة أيها البعيدون عن الله، ولن تنفعكم محاولاتكم البشرية أو مجهوداتكم الأدبية فتيلاً، فيا ليتكم ترفعون أبصاركم إلى الصليب فتروا يسوع ينظر إلى كل واحد منكم نظرة ملؤها الحب والعطف والحنان، نظرة تنفذ إلى أعماق قلوبكم فتجعلكم بتأثيرها تصرخون قائلين: "ماذا نفعل لكي نخلص؟ وعندئذٍ تفتح نعمة الله آذانكم لسماع قوله: "اتْبَعْنِي".

و. ت. ولستون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net